كتاب حمد الجاسر جغرافي الجزيرة العربية ومؤرخها ونسابتها

معجم أسماء خيلى العرب وفرسانها: الخيل القديمة (1)
الخيل من الحيوانات التي أحبها العربي القديم، ورعاها أجلّ رعاية،
وبالغ في الاعتناء بها، فليس عجيباَ أن نرى أهل اللغة يصثفون الكتب في أنساب
الخيل.
ونتبين العناية بالخيل في استحسان العربي القديم لخلْق الخليل في حسنه
وتناسقه وصفاته، ولا غرابة أنك تجد العرب قد وصفوا الخيل بالكرم فقالوا
كرائم الخيل، ثم إنهم سموا الحصان جواداَ فصارت الكلمة اسماَ لغلبة الصفة
على المسفى كما قالوا (الصارم) للسيف وهذا كثير في العربية.
وكانت الخيل عند العرب من اقوى عُددِهم في الحروب، يصونون بها
أموالهم، ويدركون بها من أعدائهم ذُحُولهم وثاراتهم، ويغنمون منهم قِوام
معيشتهم، ولمنزلة الخيل عندهم أقسم الله بها في القرآن الكريم "وَاَتفَدِيَتِ
ضَتحا ل!! أ نم ت! ورِبَئتِ تَذ! عا لا)، فآلمْغُيزَتِ صحُتحا (إ3) ا فَاَثَرْنَ بِهِء نَقْم! (آِ)) فَوَسَظنَ بِهِ! تَجحَا"
ا العاديات: 1 - 5). وعدها من وسائل إرهاب العدو " وَمِف زِبَاطِ اَلجلِ
ترهِبُوتَ يهِء عَدُؤَ أدئَهِ وَعَدُؤَ! تم " أ الأنفال: 0 6)، وورد ذكرها في الحديث
النبوي الشريف: "الخيل معقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامة ". وكان العربي
يرى ا لفرس أثمن شيء يعتز با قتنائه، و يحرص على العنا ية به من مختلف ا لنواحي،
فهو يرى فيه مصدر عزته، ووسيلة قوته، ولهذا كان الاهتمام بجميع أموره عنده
مقدمأعلى ا لاهتمام بكل ما عداها، بحيث يعدّها شريكة له في أحواله كلها.
(1) الرياض 4 1 4 ا هـ- 4 9 9 1 م، (ه 7 4) صفحة 17 * 4 2 سم.
142

الصفحة 142