كتاب حمد الجاسر جغرافي الجزيرة العربية ومؤرخها ونسابتها

حاول الجاسر أن يقدم للقارئ خلاصة ما في تلك الكتب التي طالعها
ليوفر من جهده، ووضع أمامه طائفة كبيرة من اسماء المواضع لم يهتد إلى معرفة
موا قعها في ا لمنطقة ا لشرقية، مع محاولة ا لتوفيق بين متضارب ا لنصوص، وتطبيق
كثير منها على موا ضع لا تزال معروفة، وأورد نصوصاَ لم يحد د ا لموا ضع ا لمذكورة
فيها تحديداَ تامأ، بل اكتفى بذكر الجهة التي ترجح عنده وقوعه فيها، بمعنى انه
حصره في جهة معروفة واراح الباحث من أمثال: (بين البصرة ومكة)، إذ كيف
يستطيع الباحث -مثلاَ ان يحدد موقع جبل بين البصرة ومكة ا لمكرمة.
وعول في أسماء القرى والبلدان والحياة في العصر الحاضر على مصادر
رسمية، واستطرد في الكتاب، فذكر عند بعض المواضع بعض ما يماثلها في
الاسم مما هو خارج هذه المنطقة.
ولم يُعنَ بوصف المدن والقرى، إذ الحركة العمرانية على درجة من القوة
لا يتمكن الكاتب من مجاراتها، فما يصفه اليوم يجده متغيراً بعد زمن قصير.
وعرض لتحريف كثير من اسماء المواضع واسبابها، وذلك ما يعترض
الباحث في تحقيق أسماء المواضع او تحديد المسميات، فيحول بينه وبين
ما يريد.
ويعذُ هذا الكتاب محاولة أُولى لتحديد المواضع الجغرافية المعروفة، مع
الاستنارة بما ورد في المؤلفات القديمة فيما يتعلق بالموضوع. لا
تصدر الكتاب مقدمة طويلة تحدث فيها عن البحرين في المؤلفات
القديمة، ولمحة موجزة عن البحرين (المصطلح القديم) وتاريخها من العصر
الجاهلي حتى العهد السعودي.
ومع صعوبة عمل الجاسر هذا ومشاقه ونواقصه يقول:
"لن يبلغ المرء الكمال في أي عمل مهما بلغ من القوة عقلاَ وعلماً وعملاَ
والأعمال - في هذه الحياة - تنمو وتقوى بتظافر العاملين وتعاونهم على كز
150

الصفحة 150