كتاب حمد الجاسر جغرافي الجزيرة العربية ومؤرخها ونسابتها

وغيرهم أنهم ادركوهم بها على اختلاف طبقاتهم، وذكر جماعة ممن لهم
بالمدينة آثار صالحة، دمان لم يساكنوا اهلها (9 2 2 - 66 2) وهو آخر الكتاب.
ويعلل الشيخ حمد اقتصاره على تحقيق الباب الخامس بأن الفيروزاَبادي -
وهو جفاع أكثر منه مبتكراً - يحشو مؤلفاته بالأحاديث الموضوعة، ويحشو كتبه
حتى اللغوية منها بالخرافات، وتغلب عليه نزعة صوفية متكلفة، واورد في
مقدمة كتابه احاديث موضوعه وضعيفة في شد الرحال لقبر الرسول عنيِد والتوسل
به، وهما امران جاء الإسلام بتحر يمهما بنصوص صحيحة صريحة، فترك ا لجاسر
ذلك لأحد العلماء ليعلق على تلك الأحاديث التي وردت فيه، وبيان ما في بعض
اَر اء مؤلفه من خطأ.
والباب الخامس هو اهم أقسام الكتاب. وهو يعنى في تحديد مواقع
المواضع الجغرافية للمدينة المنورة منذ صدر الإسلام إ لى القرن التاسع الهجري،
وقد عول فيه على كتاب معجم البلدان لياقوت، فنقل منه ما وقع عليه نظره مما
ورد فيه أنه في المدينة او قربها، وقد فاتته مواضع كثيرة تدخل تحت موضوعه.
ولما كان الفيروز آبادي يعول على النقل اكثر، من غيره فقد فئد الحموي
في بعض أخطائه، ووقع في اخطاء نشات من تصحيفه بعض الأسماء، ومع
ذلك فقد يصحح في كتابه هذا بعض اخطائه في القاموس المحيط.
عمل الجاسر: حاول إ براز نص صحيح مطا بق لما وضعه المؤلف، وصحح
كثيراً من الأسماء التي أوردها، ولم يطل، فترك المواضع التي لاصلة لها بموضوع
المؤلف دون تحديد، إلا ما راى في تحديده امراً من الأمور المتصلة بالكتاب
نفسه، ورجع في كل ما دة إ لى مصدر ا لمؤلف من (معجم ا لبلدان)، فصحج اخطاء
النسخة الخطية في الأصل، وأضاف ما لا يتم الكلام إلا به داخل مربعين 1. .)
ورجع إلى (وفاء الوفاء) للسمهودي الذي استدرك على ا لمؤلف وزاد، فأورد كل
ذلك في الحواشي بحرف دقيق ورجع أ يضاً إ لى مصا در اخرى، وخلص إ لى القول
ان كتاب الفيروزاَبا دي يغني عن كتاب السمهودي فيما يتعلق بتحد يد ا لأماكن.
158

الصفحة 158