كتاب حمد الجاسر جغرافي الجزيرة العربية ومؤرخها ونسابتها

طريقة الحربي اللغوية، فأبان أن الحربي سار في كتابة اللغة متأثرآ بطريقة
المحدثين، فهو قد وضع كتابه (غريب الحديث) على أساس ترتيب أسماء
الصحابة من حيث القدم في الفضل، فبدأ بحديث أبي بكر ثم عمر، وهلئمَ جراً،
يورد من أحاديث الصحابي ما فيه كلمة غريبة ثم يشرحها شرحاً وافيأ بنقل
ما اطلع عليه من كلام أئمة اللغة على اختلافهم، ويطيل في ذلك، ثم بعد ذلك
يقلب الكلمة إلى صورة أخرى لم تكن واردة في شيء من الأحاديث، بل تكون
من ألفاظ القراَن الكريم، أو من مأثور السلف، أو غريب اللغة الواردة في
الأشعار، ويأتي بمعناها حسبما أورده اللغويون، ويستمر في التقليب في عدة
صور، وبعد ذلك ينتقل إلى كلمة غريبة أخرى وردت في الحديث عن ذلك
الصحابي وعن غيره إن يكن أنهى الكلام على غريب حديثه، وهكذا يسير في
كتابه، ولم يصل إ لينا من هذا ا لكتاب سوى ا لجزء الخا مس.
واورد الجاسر المفردات اللغوية التي تكلم عليها في كتابه، واتبع بنماذج
من كتابه لتتضح طريقته، ووضع لكل كلمة أصيلة رقماً، وأتبعها بمقلوبها من
الكلمات فبلغت الأصول (135) أصلاً، ومجموع الكلمات (370) كلمة
خصص لكل كلمة (باباَ)، مثل: سُخر: جرس، جسر، رجس.
مثل عرض لزهد الحربي 209 - 215، وانتقل بعد ذلك للحديث عن
جوانب أخرى من حياة الحربي 216 - 0 22، ويعني بها الجاسر بعض ملامج
من حياته الخاصة.
ثم أتبع ذلك بالحديث عن مؤلفاته، فذكرها وهي (17) مؤلفاَ رتبها
ترتيب المعجم، واشار إلى أن جُلّها قد ضاع، واطال الحديث عن كتاب غريب
الحديث.
وعزج على تلاميذ الحربي ص 0 4 2 - 253، واحصى منهم (39) تلميذاَ
رتبهم على حروف المعجم، من ابرزهم المحدثان الدارقطني وأبو داود،
والقاضي وكيع، وأبو بكر الأنباري.
164

الصفحة 164