كتاب حمد الجاسر جغرافي الجزيرة العربية ومؤرخها ونسابتها

أما نثره فكان السهل القريب المتناول، تقرأ ما كتب فتحسى أنه قريب
منك، يقص عليك بأسلوب سلس لا تصئُع فيه ولا تكفُف، فقدكانت غايته فيما
يكتب ا لتعليم وا لإفهام فاختار ا لعبارة ا لواضحة السهلة.
أما مشاهداته ورحلاته فقد دؤَنها بأسلوب شائق يستهوي القارئ فتلذ له
متابعته، ومن هنا برزت جوانب الإمتاع فيه، ولعل من ا ظهرها ا ن ا لقارئ يسترسل
في القراءة دون أن يحس بضجر أو ملل، فهو يعرض مشاهد ورحلات يتلذذ المرء
بمعرفة ا لكثير عنها، يضاف إ لى هذا أسلوبه ا لسهل ا لواضح.
يقول الدكتور محمد رجب البيومي:
لىذا كانت كتب الجغرافية الان في المدارس والكليات تحمل بعض
المنفرات من قراءتها لأسلوبها العلمي الجاف، الذي يقتصر على سرد التضاريس
وأحوال المناخ ومساحة الأرض، دون بسط تاريخي شافِ لما يتحدث عنه
الباحث، ف! ن الأستاذ حمد قد رجع في حديثه الجغرافي إ لى كتب الأدب كما رجع
إلى كتب تقويم البلدان، فجاء حديثه عن الأمكنة مؤيداً بالشواهد الشعرية
والأحداث التاريخية، وقارئه سعيد جد السعادة حين يجد أسلوب التدوين
الجغرافي قد انتقل من حال إ لى حال (1).
عنايته بالجزيرة العربية:
الجزيرة العربية مَهْد العرب، ومَهْد الشعراء في العصور القديمة، وفيها
نشأ العرب، ومنها شعّ الإسلام وانطلقت الفتوحات الإسلامية التي ملأت
الأرض عدلاً ونوراً بعد أن ملئت ظلمأ وجَوْراً، فحفلت الجزيرة بحوادث
واخبار قام عليها اساس الأمة العربية، ومن هنا جاءتْ عناية الجاسر بها.
فمعرفة المواضع يعين على فهم القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف،
(1) النهضة الإسلامية في سير اعلامها المعاصرين: 3/ 17 1.
23

الصفحة 23