كتاب حمد الجاسر جغرافي الجزيرة العربية ومؤرخها ونسابتها

والخلاصة ان جزيرة العرب في مختلف أرجائها لم تزل بحاجة إلى
الدراسة إذا أردنا أن نفهم الشعر العربي القديم فهماَ صحيحاً.
عنايته بالأنساب:
علم الأنساب من العلوم العربية البحتة، وله قوة ارتباط بتراث الأمة،
يحتاجه كل باحث في اي علم من العلوم من تفسير وحديث وفقه ولغة وأدب
وتاريخ، فغير العرب من الأمم لا تُعْنَى به، ولا فائدة منه في نظرها، إذ المرء
بعلمه لا بنسبه، وفضله بعقله وطيب أخلاقه لا بحسيه، وبهذا جاء الدين
الإسلامي:! إنَا فَلَفنَبئ مِن بَهَر وَأنثَئ وَجَعَفنَبهؤُ دمئمُو، وَقمإلِلَ لعَارَفُونم إنً أَتحرَمَكُو
عِندَأللًهِ أَنقعكتم " 1 ا لحجرات: 13،.
على أن من افاضل العلماء من لمح من معنى هذ 5 الَاية العناية بهذا العلم
كابن حزم، فقد قال في مقدمة كتابه (جمهرة أنساب العرب): (فقد جعل تعارف
الناس بأنسابهم غَرضَاَ له - تعالى - في خلقه إ يانا شعوباً وقبائل، فوجب بذلك أ ن
علم الأنساب علم جليل رفيع إذ به يكون التعارف).
وشدد النكير على من قال: إن علم الانساب علم لا ينفع، وجهالة لا تضر،
وسار على هذا المنوال جُل من اثف في ا لأنساب.
وعلم الأنساب من تراثنا القديم، فهو جزء من تاريخ الأمة العربية، ينظر
إليه كما ينظر إلى ذلك التاريخ، لا أن تبنى عليه مقؤمات الحياة الاجتماعية في
هذا العصر، او يعدُ من الأمور التي يميز بها بين الناس تمييز تفاضل، بصرف
النظر عن اسباب التفاضل الصحيحة وهي الأعمال.
لقد عني الجاسر بالأنساب عناية حملته على مطالعة كثير من مؤلفاتها
مطالعة بحث ودراسة، وجمع كثيراً من تلك الكتب، ونسخ ما لم يستطع اقتناءه
منها، والف في هذا الموضوع الذي ادرك اهتمام الناس به في جزيرة العرب.
وللحياة الاجتماعية اثر كبير في ذلك فلا يزال جل سكان قلب الجزيرة تقوم
27

الصفحة 27