كتاب حمد الجاسر جغرافي الجزيرة العربية ومؤرخها ونسابتها

بين نسخها وعلى إضافات النساخ، وربط كلام المؤلف بكتبه الأخرى، والربط
بين الكتب المؤلفة في الموضوع، ويوثق النقول ويحرر المسائل، ويوضح ما قد
يحتاج إ لى إيضاح، ويعني بتحرير ا لنص وتصحيحه عناية فائقة، ويعني بالضبط،
وصُنع الفهارس الفنية التي تقزب مادة الكتاب إ لى الباحثين، وتيسر الوصول إ لى
بغيتهم فيه، كما يصدرالكتاب بمقدمة يتحدث فيها عن المؤلف وكتابه.
وهو في تعليقاته لم يطل بما هو زائد عن موضوع الكتاب، أما إطالة
التعليقات بما هو زائد عن موضوع الكتاب، فيرى الجاسر أن كل ذلك زالْد عما
يجب على الناشر، إنه من عمل الشارح أو المستدرك على المؤلف، فالمطلوب
هو تحقيق النص لا شرح الكتاب. وفي بعض الأحيان يرى عدم الحاجة إ لى
الحواشي والاكتفاء بإبرإز الكتاب بصورة هي أقرب ما تكون إلى صورته
الأصلية (1).
وهو لا يرى جدوى إ ثب ت الفروق اليسيرة بين النسخ في الهامش، وتجاوز
عن كثيرِ منها مما يرجع إلى سهو الكاتب في نقط بعض الحروف مثلاَ. فلا
جدوى من إثباتها سوى إظهار الجهد وتكلف العناء، وسوى إ ثقال الحواشي بما
لا غناء فيه، وهو أمر لا يفيد القارى.
كما أعفا 5 من حواش لا فائدة فيها تتعلق بسقوط نقط، أو ألفات من بعض
النسخ، فليس في إثبات ذلك سوى الاستكثار الفارغ بما هو ظاهر التحريف.
والجاسر لم يكثر الحواشي إلا في كتاب (الأماكن) للحازمي، وكانت
بمثابة الشرح للكتاب والأمر يحتاج إلى ذلك، فالأماكن إن لم تعرف ضعفت
الاستفادة من الكتاب، وهذا الاختلاف في النهج من حيث التعليقات يعود إلى
طبيعة الكتاب، وما تقتضيه مادته من التعليق، وقد جاءت تحقيقاته على درجة
من الجودة تُبهج وتُسر، واصبح من فضول القول الثناء على عمله.
(1) انظر رسائل في تاريخ المدينة، والبرق اليماني.
34

الصفحة 34