كتاب حمد الجاسر جغرافي الجزيرة العربية ومؤرخها ونسابتها

ولم يُخرج الأبيات والأقوال على ما درج عليه علماء التحقيق المحدثون،
ويرى في كثير منها إطالة لا داعي لها، فتخريج الأشعار على المصادر المختلفة
لي! هدفاً من أهداف النشر ولا غاية يعمد إليها الناشر. وكان يصنع - أحياناً-
عناوين لمباحث الكتإب بين مربعين ا. .) تسهيلاً للقارئ كما في كتاب ا لمناسك،
ويصحح - غالبأ - الأخطاء اللغوية والنحوية الواردة في الكتاب ككتاب (الدرر
الفوائد) و (رسائل في تاريخ المدينة).
ومع ما بذله الجاسر من جهد نرى تواضعه العلمي يحمله على القول:
" انحصر عملي في تقديم نسخة تكون أقرب صحة وأكثر مطا بقة لأصل ا لكتاب " (1)
أو يقول: حاولت إخراج نسخة صحيحة من هذا الكتاب (2).
لمان كان الكتإب الذي حققه قد نشر من قبل فيشير إلى! لك ويورد
الأسباب التي جعلته يعيد نشر الكتاب. انظر مقدمة كتاب (الدرر الفرائد).
حيث أشار إلى طبعة محب الدين الخطيب لهذا الكتإب، وتكلم عن نقصها.
وقد يعدل عن المضي في تحقيق الكتاب إن علم أنه نشر قبل ذلك كالذي
تراه في كتاب (من اسمه عمرو من الشعراء) لمحمد بن دواود بن الجراح حينما
توقف عن تحقيق هذا الكتإب، بعد أن نشر فصولاً منه، حينما أعلمه الأستاذ
إبراهيم شئوح ان الكتإب نشر كاملاً بتحقيق احد المتسشرقين الألمان (3).
الجاسر ناقداً ومنقوداً:
النقد لا يقفل من الكتاب بل هو متمم له، والنقد يجبر النقص ويقيم
العوج، ويصلح المناَد، والخطوات العلمية لا تسدد إلا بالنقد، يسهم فيه كل
(2)
(3)
انظر مقدمته لرسالة (تذكرة ا لألباب في الأنساب) للبتي.
انظر مقدمته لكتاب (الإيناس) للوزير المغربي.
انظر مجلة العرب، س 27، ص 278.
35

الصفحة 35