كتاب حمد الجاسر جغرافي الجزيرة العربية ومؤرخها ونسابتها

وما صدر عن الجاسر من نقوده الكثيرة يتسم بسمة الإنصاف والتماس
العذر عند الخطأ الصريج، ولا تجد أوثق خلقاً، وارحب صدراً وأقرب إلى
طبقة ورثة الأنبياء ممن يلتمس العذر لدى الخطأ الصريج.
والجاسر يدعو إلى نقد عمله من تأليف وتحقيق فيقول عن كتابه (معجم
قبإئل المملكة العربية السعودية): "وغاية ما نرومه أن يتناول القراء هذا الكتاب
بالنقد والتصحيح والاستدراك لكي نتمكن من إخراجه في طبعته الثانية بصورة
خير من صورته التي خرج بها في طبعته الأولى " (1).
ويقول الجاسر في خاتمة كتابه (معجم قبإئل المملكة):. . . وحسبي اني
بذلت جهدي في الجمع وحده فقدمت هذا الكتاب الذي أرجو من المعنيين
بموضوعه أن تكون نظراتهم إليه نظرات نقد وتصحيج لا نظرة إعضاء وستر
لعيوبه، واخطائه الكثيرة التي أدركت كثيراً منها بعد أن تصفحت تجارب الطبع
فلم اتمكن من إصلاحها.
ولو اردت الاعتذار وإلقاء التبعة على غيري لما أعياني ذلك إذ عملي
منحصر في الجمع والنقل مما كتبه غيري اولاً، ومجال الاعتذار واسع لو جاز
لمثلي أن يعتذر، ولكن ما قيمة عمل المؤلف إذا لم يحقق ما ينقله، فيختار
الصحيح منه ولا يكون (إفعة) يسير على ما رسم له؟ ا " (2).
ويقول في خاتمة كتابه جمهرة الأنساب المتحضرة في نجد: "ولا شك
قد فاتني الكثير مما ينبغي أن يضمه هذا الكتاب، وأنه وقع فيما جمعت من
الأخطاء والأوهام ما قل ان يخلو منه كتاب مثله. . وقد لا أعدِم من قارئ كريم
نظرة إصلاح وإرشاد وإكمال نقص إذ (المرء قليل بنفسه كثير بماخوانه). . .
وما على مبن يرون فيه نقصاً أو قصوراً إلا أن يوضحوا ما يعرفونه مما لا يعرفه
سواهم وانا لا أقول كما قال الخطيئة:
(1)
(2)
مجلة العرب، س ه ا، ص 888.
معجم قبائل المملكة، صا 0 9.
39

الصفحة 39