كتاب حمد الجاسر جغرافي الجزيرة العربية ومؤرخها ونسابتها

نشر منه الجاسر (العلماء النجديون) هذا المؤلف كان شديد الخصومة للدعوة
السلفية الإصلاحية التي قام بها الشيخ محمد بن عبد الوهاب، فأهمل تراجم
كثير من مشاهير علماء نجد من آل الشيخ (ذرية الشيخ محمد بن عبد الوهاب)
ومن غيرهم من عصر الشيخ وبعد 5 بدافع الهوى والتعصب، لذلك تراه يشيد
بأناس ينتمون إلى العلم ويحاول الرفع من مكانتهم لكونهم ممن عادى الدعوى
السلفية. ونسب إلى علماء الدعوة السلفية من الَاراء ما هم منه براء زوراَ
وبهتاناَ.
وقد وقف الجاسر متردداَ في نشر هذا الجزء من الكتاب بسبب موقف
مؤلفه من الدعوة الإصلاحية التي عادت على الأمة بأنفع الثمار، أيهمل الكتاب
مع اتساع شهرته لكيلا يكون في حديثه عنه ما يدعو إلى ترويجه؟ أم يعمل
حياله ما يراه كاشفاَ لحقيقة ما فيه فيوفر للباحثين ذلك، وينبّه من يجهل أمره لئلا
يقع في مزالق أوهامه؟.
فرأى في نشره خير الأمرين لأن إهمال هذا الكتاب لا يجدي نفعاَ فقد
عُرف. رجع إليه الزركلي في (الاعلام) وهو من أوسع كتب التراجم ورجع إليه
غيره، ثم إن الدعوة الإصلاحية قد ظهرت حقيقتها حتى أصبحت كالش! في
رابعة النهار، ولهذا لا ضير في نشر هذا الكتاب، دمابداء آراء مؤلفه لمعرفة
منزلته في العلم ولإبطال الباطل منها، بل إن هذا من الأمور المتعينة على العلماء
فكما قال الإمام أبو عبد الرحمن الشُلَمي: "أهل السنة يكتبون ما لهم وما عليهم،
وأهل البدعة لا يكتبون إلا ما لهم - او ما هذا معناه - اي أنهم لضعف حججهم
لا يذكرون أدلة خصومه لكيلا يتضج بطلان آرائهم، بخلاف اهل الحق فإنه
لا يضيرهم إ يراد أدلة خصومهم لا! تلك ا لأدلة تنادي على نفسها بالبطلان.
مثال ثالث: (رسائل في تاريخ المدينة المنورة) فقد أخذ الجاسر على
مؤلف الرسالة الأولى علي بن موسى (وصف المدينة المنورة) إقرار 5 بعض
البدع والخرافإت كالتوسل بالأموات والبناء على القبور دماسراجها، ونيله من
الحركة الإصلاحية في الجزيرة العربية التي قام بها انشيخ محمد بن عبد الوهاب،
42

الصفحة 42