كتاب حمد الجاسر جغرافي الجزيرة العربية ومؤرخها ونسابتها

وتحدث عن عدم ملائمة الحكم الأموي لطبيعة السكان، وعن جور
الولاة وظلمهم، ووجد في الشعر مرآة لطريقة تصريف الأمور في الحكم الأموي
لشح المصادر في ذلك.
ثم عقد فصولاَ مطولة ممتعة عن ثورة نجدة بن عامر الحنفي واستيلائه
على البلاد، وعندما عرض للاختلاف على نجدة، انتهى إ لى نتا ئج غا ية في ا لأهمية
منها: أن نجدة لم يكن من الخوارج قط، بل أ نكر أسسهم كما يتضح من كتابه ا لذي
وجهه إلى نافع بن الأزرق، وكان الاختلاف بينهما في أمور جوهرية يراها نافع
وأتباعه ويخالفهم فيها نجدة (1)، فالجاسر لم يرَ فيما قرأ عن نجدة ما يحمله
على الاطمئنان إلى ما يشب إليه، مما لا يتفق مع ما عليه عامة المسلمين.
فبرأ نجدة مما وصم به أنه خارجي بالمعنى الذي يفهم منه مفارقة ما عليه
جماعة المسلمين من اعتقاد وعمل في أصول الدين وفروعه مما أجمعوا عليه،
والجاسر ليس مقتنعأ أنه كانت له نحلة من نحل الخوارج تعرف ب (النجدية) (2).
وأشار إ لى بواعث الاختلاف بين نجدة وأصحابه، وهي أسباب حقيقية هي
في مجملها مما يؤيد القول بانه كان على خلاف مع المنتمين من أتباعه إ لى مذهب
الخوارج، ومرد هذا الاختلاف عدم انتمائه إلى ذلك المذهب. ويقول الجاسر:
فلو ساغ قبول كل وصمة تشب إلى عالم لم يسلم من ذلك أحد من العلماء في
مختلف العصور.
ثم تحدث عن ثورة أبي فديك على الدولة الأموية والقضاء عليها، ثم
تطرق لولاة اليمامة بعد استتاب الأمر لعبد الملك بن مروان وهم عشرة ولاة.
ثم انتقل للحديث عن ابن عربي (3)، فتحدث عن نشأته وأعماله وصلته
(1)
(2)
(3)
ابن عربي موطد الحكم الأموي، ص 76 - 79 و 84 - 95.
المرجع السابق، ص 3 0 1.
ابن عربي، ص 1 12 - 4 1 2.
52

الصفحة 52