كتاب حمد الجاسر جغرافي الجزيرة العربية ومؤرخها ونسابتها
4 - يصور لنا اول نهج سلك في تحديد المواضع تحديداً قام على اساس
المشاهدة والخبرة الكاملتين.
5 - يتضمن تفصيلات لا نجدها في غيره - من الكتب التي وصلت إلينا-
عن معادن فلب جزيرة العرب، وهي معلومات على بساطتها لا يستغني عنها أي
باحث في المجال الافتصادي.
6 - وأمر على جانب كبير من الأهمية هو أنه يذكر لنا المواضع التي تتفق
في الاسم ولكنها تختلف باختلاف القبائل التي كانت تسكن تلك المواضع،
وهذا من الأمور التي أوقعت اللبس والخطأ والخلط في تحديد كثير من مواضع
الجزيرة، مما لا تمكن معرفته إلا بمعرفة من يسكنه من القبائل، وهذا مما لم
ينتبه له كثير ممن كتبوا في تحديد منازل القبائل في جزيرة العرب ممن لم يدركوا
أن الاسم الواحد قد يطلق على عدة مسميات.
وهذا الكتاب مرتبة مادته تبعأ للعشائر وفروعها، فهو يعدد العشائر ويذكر
الفروع الصغرى لكل عشيرة ومياهها ومواطن سكناها، وهو يذكر فروعاً كثيرة
من العشائر، لا يرد ذكرها في كتاب النسب الكبير لابن الكلبي ومن تابعه،
ويذكر الأماكن التي كانت لكل فرع من فروع العشائر، فمعلوماته الجغرافية
مرتبة تبعاَ للسكان لا للمكان.
وقد فصر بحثه على الأحوال القائمة للعشائر، فلم يذكر تاريخ أيّ عشيرة
ودورها التاريخي، ولم يشر إلى رجالها البارزين كما فعل ابو عبيدة في ايام
العرب، أو ابن الكلبي ومصعب الزبيدي في كتابيهما في النسب. وهذا الكتاب
قائم على الجماعات لا الأفراد، وعلى الحاضر دون الماضي، وعلى الأوضاع
الطبيعية دون الإدارية، وعلى الجغرافية الطبيعية دون غيرها.
والكتاب واضح في تعابيره، بسيطة جمله، مألوفة كلماته،، مركز خالٍ
من الحشو والتكرار، يذكر أحياناَ مصادره التي استقى منها معلوماته، وهي
أسماء أشخاص ينتمون في الغالب إلى العشيرة التي يذكر مواطنها ومياهها،
78