كتاب حمد الجاسر جغرافي الجزيرة العربية ومؤرخها ونسابتها
ما علق بأذهان الرواة فتناقلوها حِفْظاً، وإن كان في زمن متأخر، وليس الجاسر
مع القائلين بالمعنى الَاخر من انها عُفَقت مكتوبة على الكعبة.
اما النوادر فهي ما جمعه العالم منسوباً إلى راوِ من مختلف الملعومات
اللغوية والجغرافية والأدبية مما يرا 5 أهل العصر شيئاَ نادراَ أي خارجاَ عن مألوفهم
وان كان فصيحأ صحيحاَ. والجاسر يرى أن مدلول كلمة النوادر قد يمصَد بها
الفصيح من اللغة كما تدل! على كل نادرة من خبر او نكتة أو شعر او مَثَل، ويتَضح
ذلك من مطإلعة الكتب التي وصلت إلينا بهذا الاسم، مثل (نوادر أبي زيد)
و (نوادر القالي) و (نوادر ابي مسحل) (1).
ولعل كتاب التعليقات والنوادر اهم اثرِ للهجري، إذ به عُرِفَ عند كثير
ممن تحدثوا عنه، فالكتاب دائرة معارف يضم الأدب والأخبار واللغة والشعر
والأنساب، غير انه لم يصل إلينا منه سوى قطعتين: إحداهما في دار الكتب
المصرية، والأخرى في مكتبة الجمعية الَاسيوية في كلكتا بالهند، وتقع القطعتان
في نحو الف صفحة لا يدرى هل هما من اول! الكتاب او من آخر 5، منها صفحات
كثيرة لا تستطاع قراءتها لاختلاط المداد فيها ولاحتراق الورق، وفيها اضطراب
في ترتيب الصفحات.
وقد مُني هذا الكتاب بعدم الرواج، وبأن العلماء لم يتلقو 5 عن مؤلفه
بطريقة تكفل رواجه وانتشاره، وأصاب الكتاب العبث من فقدان بعض اوراقه
واختلاط كثير من كلماته.
والهجري لغوي وأديب ذو عناية بالشعر، راوية للغة والأدب والشعر
وغيرها من علوم العرب في عصر قل ان يوجد بين علمائه مَنْ استطاع ان يتوغَل
بين قبائل الجزيرة وان ينقل من علومهم ما نقله الهجري، وهو باحث جغرافي
حاول! ان يحدد كثيراَ من المواضع التي يتوقف على تحديدها فهم الشعر العربي،
ومنها مالا نجد له ذكراَ عند غير 5، وهو نشابة عني بكتإبة قسم من أنساب قبائل
(1)
انظر التعليقات والنوادر، ص 4 5 1 - 5 5 1.
88