كتاب حمد الجاسر جغرافي الجزيرة العربية ومؤرخها ونسابتها

فوائد شتى، وتطالعنا مواضع كثيرة في جزيرة العرب قد تفرّد الهجري بذكرها،
وكما تطالعنا شروح تفصّل ما أجمله البلدانيون العرب في مؤلفاتهم، ونفتج
الباب لاجتهادات وتحقيقات وتصحيحات. وقد رتّب الجاسر المواضع على
حروف المعجم (2 0 13 - 4 66 1).
وتكمن أهمية هذا القسم هو أن الهجري من أهل الجزيرة العربية، فهو
أدرى ممن كتب في مواضعها حيث كانوا بعيدين عن تلك البلاد، وأكثرهم
استقى معلوماته عن بعض الأعراب الذين وفدوا على رجال الدولة في خارج
الجزيرة في العراق أو في أصفهان أو في غيرها من البلدان الثانية كالأصفهاني
صاحب كتاب (بلاد العرب)، أو ممن استقوا تلك المعلومات مما وجدوه في
المؤلفات التي وصلت إليهم في الأندلس كالبكري صاحب كتاب (معجم ما
استعجم)، أو في البلاد الشرقية كياقوت الحموي صاحب كتاب (معجم
البلدان) الذي جمعه من مختلف خزائن الكتب في العالم.
وهذا ما دفع الجاسر إلى جمع قسم ما تسئى جمعه من كلام الهجري في
هذا الموضوع، وحرص على أن ينقل من هذا الكتاب كل ما وقع عليه نظره من
أسماء المواضع، لأنه رأى بعض أسماء لم يجد لها ذكراَ في معجمات الأمكنة
وردت عرضاَ في بعض الأشعار التي يوردها الهجري.
القسم الرابع -النسب:
ويتناول هذا القسم ما حشده الهجري في التعليق من معارت النسب
(5 4 6 1 - 6 92 1)، ويذكر الجاسر أن الهجري كثير العناية بأنساب القبائل، فقد
يتصدى لذكر قبيلة دون مناسبة، فيفرعها ويذكر تسلسل الفروع، وقد يتحدث
عن ذلك عرضاَ في سياق نسب أحد رواته، أو ذكر من الشعراء بحيث يصح القول
بأن الباحث قد يجد فيما كتبه الهجري عن الأنساب ما لا يجده في كتب النسب
المعروفة، فقد خالط بعض القبائل في مواطنها، واتّصل ببعض مشاهيرها
وبعض شعرائها في وقت متأخر عن الزمن الذي تصدّى فيه علماء النسب بتدوينه
91

الصفحة 91