فعلمنا من وصفه أنه كان نظاميأ حريصأ على الترتيب، كل شيء في حياته
بحساب؟ المنام والقيام والطعام. فكان طعامه - مثلاً - في الساعة الثامنة
الغروبية، "لا يتقدم عنها ولا يتأخر إلا إذا خرجت الأرض عن مدارها أ و
أسرعت في مسارها أو غابت الشمس قبل حين غيابها. . . وطالما كان
يولم الولائم يدعو إليها كبار قادة الجيش أو وجهاء البلد، فاذا بلغت
الساعة الئامنة باشر الأكل مع من حضر، وان لم يحضر أحد شرع يأكل
وحده! " (1). قال علي الطنطاوي: "وقد سكن جدي أولاً مع عمه في داره
الكبيرة وتزوج ابنته، لذلك كان أبي يعزف نفسه بأنه "سبط الطنطاوي "؟
أي ابن بنته " (2).
هذا هو جد جدي. أما ابوه، الشيخ مصطفى الطنطاوي، فقد كان
من العلماء المعدودين في الشام، وانتهت إليه أمانة الفتوى في دمشق.
وصفه جدي بأنه كان "من صدور الفقهاء ومن الطبقة الأولى من المعلمين
والمربين " (3). وتحدث عنه فقال: "كنت منذ وعيت أجد - إذا أصبحت-
مشايخ بعمائم ولحى يقرؤون على أبي، وكنت ادخل بالماء أو بالشاي،
فألتقط كلمة لا افهم معناها ولكن تبقى في نفسي ذكراها، ئم صار ابي
يأمرني ان أناوله الجزء الأول من حاشية ابن عابدين، او الثاني من الفتاوى
الهندية، او جزءاً من القاموس، او تنقيح الحامدية، فعرفت بعض أسماء
الكتب " (4). وكان الشيخ مصطفى مديراً للمدرسة التجارية التي دَرَس فيها
جدي ووصفها قائلاً: إنها "كانت مدرسة جامعة، فيها قسم للحضانة،
وقسم للابتدائي، وقسم للإعدادي والثانوي، مجموع سنوات الدراسة
فيها اثنتا عشرة سنة". وبعدما ترك مديرية المدرسة ولي منصب رئيس
(1)
(2)
(3)
(4)
ا لذكر يا ت: 1/ 3 4 1.
ا لذكر يات: 1/ 4 4 1.
الذكريات: 2/ 1 1 1؟ وتحريف عام، صه.
ا لذكريات: 1/ 1 7.
10