كتاب علي الطنطاوي أديب الفقهاء وفقيه الأدباء

دمشق
يقع هذا الكتاب في 160 صفحة من القَطْع المعتاد
(17 ك! 24)، وفيه ت! مع عشرة مقالة كتبت بين عامي 1931
و 1964. وفي الكتاب بعض الصور القديمة لمدينة
دمثق.
الاسم الكامل لهذا الكتاب هو: "دمشق: صور من جمالها، وعبر
من نضالها"، وهو اسم يوحي بان مفالات الكتاب وصفية او تاريخية.
والحقيقة ان فيها من ذلك الكثير، ومن اجل ذلك اخترت ان اصنفه في
هذه المجموعة التي سميتها "التاريخيات ". ولكنني اعترف انني لم اصنع
ذلك بداهة؟ بل لقد حرت وترددت، فوضعته مرة مع "الأدبيات"، ثم
هممت - اخرى - ان اضعه مع "الذكريات "؟ والذي حملني على هذا
التردد ان في الكتاب صوراَ من الأدب تبعد عن التاريخ، وفيضأ من
المشاعر والأحاسيس هي اقرب إلى "حديث النفس ". ومن قرا الكتاب
وجد الشاهد على ما اقول.
بل إن في الكتاب فصوً لاً من الذكريات، مثل مقالة "ساقية في
دمشق "، وفيها اشتات من ذكريات الدراسة في الكتاب، و"مكتب عنبر"،
وهي - في الأصل - مقدمة كتبها جدي لكتاب اصدره ظافر القاسمي عن
مكتب عنبر سنة 963 1. ومكتب عنبر هو اسم المدرسة الثانوية التي درس
فيها جدي والتي كان لها اثر كبير في حياته (كما علمتم من قراءة القسم
الأول من هذا الكتاب) ولذلك لم يكن غريبأ ان تثير كتابة هذه المقدمة
104

الصفحة 104