إحصاءها. وكنت كلما تقادم العهد ازدادت هذه الأوراق كثرة، وازددت
لها تهتبأ. . . فلما طلبتْ مني المديرية العامة للأوقاف أن أكتب شيئاَ عن
الأموي يكون كالدليل للسائح استخرجتُ منها هذه الخلاصة التي اقدمها
اليوم، ولم اعزُ كل خبر فيها اعتماداَ على اني سأخرج - إن شاء الله - الكتاب
الكبير عن الأموي وكل خبر فيه معزؤ إلى مصدره ".
كتب جدي ذلك في مقدمة الطبعة الأولى في سنة 1960، ثم عاد
في مقدمة الطبعة الثانية بعد ذلك بنحو ثلاثين عامأ فقال: "كتبت مقدمة
الطبعة الأولى في دمشق سنة 0 96 1، ومكتبتي أمامي واوراقي تحت يدي.
وأكتب هذه المقدمة في مكة المكرمة سنة 989 1 وقد بعُدت المكتبة عني،
وضاعت الأوراق مني، والدرج الذي اودعته اخبار الأموي لم اعد اعرف
ما فعل الله به ولا بما كان فيه من اوراق، ولم اعد استطيع ان اعوضه. ومن
اين لي ان اعود إلى الكتب ا لتي طالعتها، والسنين الطويلة التي امضيتها اتتبع
اخبار الأموي من صفحات الكتب ومن افواه العلماء، وكلما وجدت خبرا
نقلته وذكرت من اين اخذته او ممن سمعته؟. . وكنت اؤمل ان اجعل منها
كتاباَ كبيرا عن الأموي، فضاع ا لأمل ولم يبقَ غير هذا المختصر ".
على ان في هذا الكتاب - على قصره - وصفأ وافيأ وتأريخأ شافيأ
لمن اراد ان يقف على الأموي وصفأ وتأريخأ؟ ففي اوله وصف عام
للجامع في ئلاثة فصول: "جولة في الأموي " و"في صحن الأموي " و"في
الحرم ". وفي هذه الفصول وصف لسور الجامع ومداخله وبواباته، ئم
الصحن بقبابه وبلاط ارضيته، ثم حرم الجامع (اي الجزء المسقوف منه)
بمنبره ومحاريبه الأربعة؟ محراب لكل مذهب من المذاهب!.
وبعد ذلك سبعة فصول تستعرض تاريخ الجامع من يوم انشئ إلى
زماننا الحاضر؟ وهي "عمارة الأموي "، وفيه اخبار بنائه ا لأول، و"اطوار
الأموي واحداثه" و"من اخبار الأموي "، وفيهما ذكر ما مر بالأموي من
109