كتاب علي الطنطاوي أديب الفقهاء وفقيه الأدباء

ديوان محكمة النقض عام 918 1 إلى ان توفي في عام 925 1 (وكان عمر
جدي - حينذاك - ست عشرة سنة وثلاثة أشهر)، وهو "لم يكن معدوداً
رسميأ في قضاة المحكمة، بل كان في راس سلم المساعدين القضائيين
ودون مرتبة المستشارين، ولكنهم كانوا يدعونه إلى كل جلسة تُدرس فيها
دعوى مدنية لها صلة بالفقه، فكان يشارك في المناقشات، ويؤخَذ رايه في
الَاراء، وكان الحكم يصدر حيث يكون رأيه. سمعت ذلك من كثير من
أعضاء المحكمة فيما بعد، كما سمعته من رئيسها يومئذ وانا صغير،
وكنت تلميذاَ في آخر المرحلة ا لابتدائية " (1).
واسرة امه ايضأ من الأسر العلمية في الشام، كثير من افرادها من
العلماء المعدودين ولهم تراجم في كتب الرجال (وفد تحدث جدي عن
هذا القسم من اسرته بشيء من التفصيل في الجزء الأول من ذكرياته
المنشورة، ص 201 وما بعدها). وخاله، اخو أمه، هو محب الدين
الخطيب الذي استوطن مصر وأنشا فيها صحيفتي "الفتح" و"الزهراء"
وكان له أثر في الدعوة فيها في مطلع هذا القرن.
2 - نشأته ودراسته
كان علي الطنطاوي من أوائل الذين جمعوا في الدراسة بين طريقي
التلقي على المشايخ والدراسة في المدارس النظامية؟ فقد تعلم في هذه
المدارس إلى أن تخرج في الجامعة، وكان يقرأ معها على المشايخ علوم
العربية والعلوم الدينية على الأسلوب القديم. وقد عدّ من مشايخه الذين
قرأ عليهم - في حاشيةِ طويلةٍ في أول كتابه "تعريف عام بدين الإسلام " -
طائفةَ منهم يجاوزون الأربعين.
تلقى دراسته الابتدائية الأولى على العهد العثماني، فكان طالبأ في
(1) ا لذكر يات: 8/ 5 3.
11

الصفحة 11