كتاب علي الطنطاوي أديب الفقهاء وفقيه الأدباء

ا (شكل يدذ على أنهم (غلاط)، وينظرون إليئ فيرون فيّ (ولدام، فقالوا:
هذه دار فضيلة الشيخ الطنطاوي؟ قلت كارهأ: نعم. فقالوا: الوالد هنا؟
قلت: لا. قالوا: أين نلقاه؟ قلت: في مقبرة الدحداح. قالوا: يزور
أمواته؟ قلت: لا. قالوا: إذن؟ قلت: هو الذي يُزار. فصرخ أحدهم في
و. جهي صرخة أرعبتني وقال: مات؟! كيف مات؟ قلت: جاء أجله فمات.
قالوا: عظّم الله أجركم، إنا لنه دهانّا إليه راجعون. يا خسارة الأدب! قلت:
إ ان والدي كان من اجل أهل العلم ولكن لم يكن أديباً. قالوا: مسكين! أنت
! 9 تعرف أباك. وانصرفوا، واغلقت الباب وطفقت أضحك وحدي مثل
ا ا! مجانين "!.
وإليكم - أخيراً - هذه الصورة المفصلة من صور الذكريات. في
كام 1959: ورد على جدي كتاب تشكو فيه أ أ لطفلين ضيقَ ذات اليد،
ؤواساها بمقالة عنوانها: "جواب على كتاب "، وهدْا بعض ما جاء في
الجواب: "أحسب ان هذه الكلمة تبدو غريبة؟ لأن الأدباء ما تعودوا ا ن
ثقولوا للناس مثلها. . إنها قصة ولكن لم يخترعها خيال كاتب، ولم
يؤلفها قلم أديب، بل الفت فصولَها الحياةُ وجئت أرويها كما كانت.
،-اسمعي الَان القصة: كان في دمشق - من نحو أربعين سنة -عالِم جليل
القدر كريم اليد موفور الرزق، داره مفتوحة للأقرباء والضيوف وطلبة العلم
،ِ موائده ممدودة، وكان من ذوي المناصب الكبار والمكانة في الناس.
ا إ نشأ أولاده في هذا البيت؟ لا يعرفون ذل الحاجة ولا لذعة الفقر، ولكنهم
أصبحوا يومأ من أيام سنة 925 1 (الولد الكبير البالغ من عمره يست عشرة
! سنة وإخوة له تتراوح أعمارهم بين عشر وبين شهر) ف! ذا بالوالد قد توفي.
ا إ ارتفع الستر، ف! ذا التركة ديون للناس، فباعوا اثاث الدار كله ليوفوا
الدين، ثم تركوا الدار الفسيحة في الصالحية ونزلوا - تحت الرصاص،
أ-كانت ايام الثورة - يفتشون عن دار يستأجرونها. فوجدوا داراً. . اعني
! كوخأ. . زريبة بهائم؟ مخزن تبن في حارة الديمجية. هل سمعتِ بها؟
115

الصفحة 115