كتاب علي الطنطاوي أديب الفقهاء وفقيه الأدباء

وعودة إلى مقا لات الكتاب الأخرى: في يوم الحج سنة 5 95 1 أذاع
جدي مقالة "ذكريات الحج " (وأحسبه أذاعها من إذاعة دمشق، د! ان لم
يصزح بذلك في المقالة المنشورة في الكتاب)، وفيها يتذكر أيام حجته
قبل ذلك بعشرين سنة: "يا أيها السامعون والسامعات، إنه ليس الخبر
كالعيان، وأنا - مهما أوتيت من البيان - لا أستطيع أن أصف لكم ما يحسّ
به الحاج عندما يقف على باب الحرم ويرى الكعبة لأول مرة "، وفي آخر
المقالة: "إنه المؤتمر الإسلامي الأكبر 0 أسأل الله أن يكتبه لمن لم ينعم به
منكم، وأن يجعل لي ولمن حج معاداً إليه ".
وفي الكتاب أمثال لهذه المقالة مما تغلب عليه عواطف الحج
ومشاعره وأفكاره، ومنها مقالات "عرفات" و"في البقيع " و"المدينة"
و"الضلات الروحية بين سورية والمملكة العربية السعودية ". أما مقالة
الشريف عدنان فليست من هذا الباب ولا علاقة لها بمادة هذا الكتاب
سوى أنها كُتبت في مكة في تلك الرحلة، وقد كتبها علي الطنطاوي - كما
يقول فيها - حين تسفم وهو في فندقه بمكة عدداً من مجلة "الرسالة " وفيه
خبر تحويل مسجد "آيا صوفيا" إلى متحف، فجعل المقالة عن هذا
المسجد العظيم، وقد اتفق أن الفندق الذي كان ينزل فيه في مكة كان فيما
مض من الزمان قصراً للشريف عدنان، فوزى - في المقالة - به وختمها
بقوله: "أيها (الشريف عدنان) (1)، لا تغتز، وقد ورئنا القصر وورئت
القبر، وهدمنا ما بنيت وبنينا ما هدمت، وما هدمتَ - إذ هدمت - إلا
مجدك في التاريخ، واجرك في الَاخرة! ".
(1)
،ع! ع!
قال في الحاشية: المراد به هنا أتاتورك، ولكن لجأنا إلى التعريض يوم لم
نستطع التصريح.
119

الصفحة 119