كتاب علي الطنطاوي أديب الفقهاء وفقيه الأدباء

مقالة "ثورة تموز في العراق ": "اقمت في العراق سنوات اربعأ، ورجعت
صنه وقد حملت منه الف ذكرى، وخلفت فيه خمسة اَلاف تلميذ، ولبثت
ءنلى الوفاء للعراق، احن إليه ابداَ واذكر ابداَ ايامي فيه. . وكنت اعدّ
نفسي من اهل العراق؟ لأني اكلت خبز العراق، ورايت خير العراق،
واتخذته بلداَ بعد بلدي؟ فما كان - بعد دمشق والحرمين - مدينة احمث إليئ
من بغداد. وما أضمرت لبغداد غير الحب، ولا أكننت لأهلها إلاَّ الوفاء ".
اتفي مقالة "من ذكريات بغداد" التي كتبها جدي وهو في الشام سحْة 6 4 9 1
بر! قول: "ما الذي هاج في نفسي - هذه العشية - ذكر بغداد، ونشر امام
عيني ما انطوى من ذكرياتها وما مات من ايامها؟ ما الذي رجعني إلى
تلك الليالي؟ لياليئَ في بغداد سنة 1936، حتى كأني - لفرط ما تشوقت
إليها واوغلت في ذكراها -اعيش فيها؟ اي سحر فيك يا بغداد جذب قلبي
إليك؟ فلم انْسَك إذ انا في بلدي الحبيب، ولم ازل أحن إليك واشتاقك؟
إخداد. . يا بغداد، عليك مني سلام الود والحب والوفاء ".
لقد وضع جدي في أول هذا الكتاب مقالة كتبها حين مز ببغداد سنة
4 95 1 في رحلته إلى المشرق من اجل فلسطين، وهي الرحلة التي سيأتي
خبرها في الكتاب القادم. عنوان هذه المقالة "فِلْم بغداد"، وقد قال في
هامشها إنه وضعها بين يدي هذا الكتاب لتكون كالمدخل إليه، وما هي من
1 الذكريات ولا من المشاهدات كما هو الشان في بقية مقالات الكتاب، بل
هي عرض سريع لتاريخ بغداد من اقدم ايامها إلى اليوم، فكانه فِلْم (1)
سينمائي تنتقل فيه المشَاهد بين ا لأزمان ويُلتم فيه المُشاهد بما صار وما كا ن.
اما سائر مقالات الكتاب فإنها - كما يدل اسمه - "ذكريات
ومشاهدات ". فمنها ما كتبه جدي وهو في العراق، مثل مقالات "من
قال جدي في حاشية على بعض كتبه: الفلم، من غير ياء، كلمة اجنبية عزبها
المجمع العلمي في دمثق من قديم.
121

الصفحة 121