كتاب علي الطنطاوي أديب الفقهاء وفقيه الأدباء

دمشق إلى بغداد" و"سُز مَن رأى " و"على الحوان كسرى " و"ثورة دجلة"
و"صورة " و"بغداد في يوم غازي " و"يوم الفتوة في بغداد" و"صورة سوداء
من بغداد"، ومنها ما كتبه في ذكرياته عن بغداد بعد فراقها بسنين، مثل
"من ذكريات بغداد" و"يوم من ايام بغداد" و"ثورة تموز في العراق ".
وفي الكتاب مقالتان عن ذكريات علي الطنطاوي في دير الزور (التي
نُقل إليها معلمأ في عام 0 194 ولم يكمل فيها السنة المدرسية بسبب
احداث الشغب التي وقعت في اول العطلة، وقد مز خبر هذا كله مختصراَ
في القسم الأول من هذا الكتاب). وقد كتب في اول المقالة الأولى
منهما: "إذا صح ان يكون في المدن سفراء، فمدينة الدير سفارة عراقية في
الأرض الشامية، وما دخلت الدير إلا ذكرتني العراق، بمظهرها ومخبرها
ولهجة أهلها؟ لذلك ائبت هذا المفال في كتاب "بغداد".
وفي اواخر الكتاب مقالة كتبها وهو يغادر العراق بعد اربع سنوات
من وصوله إليه اول مرة، هي "وداع بغداد"، قال فيها: "ودعتها والسيارة
تشتد بي إلى المحطة تسلك إليها شوارع ذات بهجة وجمال، وعانيت
الوداع فايقنت اني مفارق بغداد عما قليل، وجعلت أذكر كم ودعت من
احباب، وكم فارقت من منازل، وكم قطعت قلبي قطعأنثرتها في ارض الله
الواسعة التي لا تحفط ذكرى ولا ترئي لبائس! ". وفيها: "الوداع يا بغداد. .
يا بلد المنصور والرشيد، يا منزل القواد والخلفاء، والمحدثين والفقهاء،
والزهاد والأتقياء، والمغنين والشعراء. . الوداع يا دار السلام، ويا موئل
العربية. يا بلداَ احببته قبل ان اراه، وأحببته بعدما رايته. لقد عشت فيك
زماناَ مز كحلم النائم، صحوت منه على صوت الداعي يؤذن بالفراق، فلم
اجد منه في يدي إلا لأع الكرى. وهل تخلف الأحلام إلا الأسى والَالام؟
ولكني - على ذلك -راضِ؟ فالوداع يا بغداد، واسلمي على الزمان! ".
! ه! يم عه
122

الصفحة 122