كتاب علي الطنطاوي أديب الفقهاء وفقيه الأدباء

انفسهم للعمل لها. وانتخب المؤتمر لجانأ ثلاثأ، كانت إحداها لجنة
للدعاية والإنعاش الروحي، شزفني برياستها وكلفها ان تطوف العالم
الإسلامي، تعركأ بفلسطين وتدعو الناس لإمدادها بالمال. وكنا خمسة:
اثنين من العراق؟ الشيخ الزهاوي والأستاذ الصواف، وائنين من الجزائر،
وانا. فاعتذر الجزائريان، ورجع الصواف مضطراَ من كراتشي، فبقيت مع
استاذنا الجليل، بركة العصر، الشيخ امجد الزهاوي. وكان علينا ا ن
نجمع المال، ولكنا خفنا ان يقول الناس إننا سرقنا او اخذنا لأنفسنا؟
فاثرنا السلامة، وجعلنا عملنا ان نشرح للناس قضية فلسطين ونصف لهم
مأساتها ونعرض عليهم ادوارها، وان نؤلف اللجان في كل بلد لتجمع هي
المال لها وتبعئه مع امناء منها".
وامضى الوفد (اي أمجد الزهاوي وعلي الطنطاوي لا غير) في هذه
الرحلة ئمانية أشهر طؤفا فيها في ربع المعمور من الأرض: الباكستان
والهند وماليزيا واندونيسيا. ثم عاد جدي ليحدث بما رآه ووعاه في
أحاديثه الإذاعية الأسبوعية من دمشق، وكان أولها حديث بعنوان "اعود"،
وفيه: " يا أصدقائي المستمعين، ها انذا اعود إليكم بعدما غبت عنكم ثمانية
أشهر جزعت فيها ربع محيط ا لأرض، وبلغت فيها ابعد المشرق، ووصلت
فيها إلى ما لم يصل إليه ابن بطوطة. رأيت السند والهند، وجزت بورما
وسيام، وزرت الملايحا وسنغافورة، ورميت ابعد المرامي، اَخر
أندونيسيا، حيث لم يبقَ بين وبين أوستراليا إ لا مرحلة واحدة بالطيارة ".
ثم مضى في احاديثه (التي اودع هذا الكتاب بعضأ منها) يبين اخبار
رحلة الشرق، فمن أراد أن يقرا خبر الرحلة متصلاَ متسلسلاَ فليقرا هذه
المقالات بترتيبها الذي أَقترِحُه هنا لا بترتيبها في الكتاب: "رفيق في
الرحلة "، هي مدخل للرحلة يتحدث جدي فيه عن رفيقه فيها الذي صحبه
في كل مراحلها، الشيخ امجد الزهاوي. "من عمان إلى بغداد!، وفي هذا
الفصل سردٌ لبداية الرحلة والانتقال من عمان إلى بغداد بطريق البر. "من
124

الصفحة 124