كتاب علي الطنطاوي أديب الفقهاء وفقيه الأدباء

الجزء الثامن هو اَخر الأجزاء، نعود فيه - بعد انقطاع طويل
واستطرادات نقلتنا إلى أقاصي الأرض - إلى القضاء، وندخل مع علي
الطنطاوي إلى محكمة النقض بعدما صحبناه وهو يو ع المحكمة
الشرعية. وبعد أن تعترضنا اشتات من الذكريات نعود إلى السياق، وننتقل
مع علي الطنطاوي - هذه المرة - في اَخر وأهتم انتقال له، إلى المملكة
العربية السعودية. فنُمضي معه - اولاَ - سنة في الرياض، ثم ننتقل معه إلى
مكة المكرمة. ونعرج قليلاَ على موضوعات متفرقة؟ كتفسير بعض
الَايات، وحديث عن تعليم البنات، ووقفة مع ابي الحسن الندوي
ومذكراته.
ثم ينتهي بنا المطاف مع علي الطنطاوي إلى اَخر الكتاب حيث
يقول: "لما شرعت أكتب هذه الذكريات ما كنتُ أقذر أن تبلغ أربعأ
وعشرين حلقة، فوفق الله حتى صارت مئتين وأربعين، وما استنفدت كل
ما عندي، ولا أفرغت كل ما في ذهني، فقد جاءت على نمط عجيب،
ما سرت فيها على الطريق المعروف، ولا اتبعت فيها ا لأسلوب المالوف،
فلم تجئ مرتبة مع السنين، ولا مقسمة تقسيم الأحداث والوقائع،
وما كانت تستقيم دائمأ على الجادة، بل تذهب يمينأ وتذهب شمالاَ؟ ابدأ
الحديث فلا أتقه، وأشرع في اَخر فلا استكمله، وما ادري كيف احتمل
القراء هذا كله مني؟! وكنت أفارقكم كل خميس على أن ألقاكم في الخميس
ا لذي بعده، ولكن فراق اليوم إلى غير لقاء ".
وهكذا ينتهي الجزء الثامن من مجموعة "الذكريات"، وبه تنتهي
الذكريات، ولكن. . .
تعالوا معي إلى "كلمة الختام " في الصفحة التالية.
"ع! ع!
133

الصفحة 133