كتاب علي الطنطاوي أديب الفقهاء وفقيه الأدباء

في الختام
كتب جدي - رحمه الله - في نهاية الجزء الأخير من الذكريات كلمة
قال فيها: "هذه هي نهاية الجزء الثامن من الذكريات ولكنها ليست نهاية
الذكريات، ولا أحسب الذكريات تنتهي حتى تنتهي الحياة؟ لأن الإنسان
كلما عاش يومأ راى فيه مشهداً، أو سمع فيه خبراً، او مز بتجربة. وتمحص
الأيام هذه المرئيات وهذه المسموعات فيأكل كثيراً منها النسيانُ، وما بقي
منها استحال إلى ذكريات ". وفي اخرالكلمة تاريخ كتابتها: "مكة المكرمة"
يوم ذكرى مولدي؟ 23 جمادى الأولى، الذي يوافق هذه السنة غرة سنة
989 1 ".
واليوم يمكنني أن أعلن انتهاء "الذكريات " وأنا أخط كلمات النهاية
لهذا الكتاب. فبعد عشر سنوات وشهور على تدوين الكلمات القليلة
السابقة لم يبقَ مجالٌ لمزيد من الذكريات؟ بعد إذ قد مضى صاحبها إلى
حيث يمضي كل حي في هذه الدنيا الزائلة، وبعدما استاثر به الله فنقله من
دار الفناء إلى دارالبقاء.
يا جدي، السلام عليك وعليك رحمة الله، وإنّا إن شاء الله بك
لاحقون. أنت لنا فَرَطٌ ونحن لك تَبَعٌ؟ أسال الله لك ولنا العافية.
أما أنتم - يا فرائي - فلكم الشكر إذ قد صحبتموني في هذا الكتاب،
ولا أملك ان أفارقكم قبل أن أسألكم ألا تنسوا جدي، الشيخ علي
الطنطاوي، من الدعاء؟ فإن يكن هذا الكتاب سبباً في دعوة له بالرحمة
والمغفرة من قارى؟ فحسبي بها سببأ لتأليف هذا الكتاب.
***
134

الصفحة 134