كتاب علي الطنطاوي أديب الفقهاء وفقيه الأدباء

قيلت للجاحظ لراَها كبيرة عليه. . . " (1).
بعد هذه المقالة لم ينقطع علي الطنطاوي عن الصحافة أبداَ، فعمل
بها في كل فترات حياته ونشر في كثير من الصحف؟ شارك في تحرير
مجلتي خاله محب الدين الخطيب، "الفتح" و"الزهراء"، حين زار مصر
سنة 926 1، ولما عاد إلى الشام - في السنة التالية - عمل في جريدة ةفتى
العرب " مع الأديب الكبير معروف الأرناؤوط، ثم في "ألِف باء" مع شيخ
الصحافة السورية يوسف العيسى، ثم كان مدير تحرير جريدة "الأيام " التي
أصدرتها الكتلة الوطنية سنة 931 1 ورأس تحريرها الأستاذ الكبير عارف
النكدي، وله فيها كتابات وطنية كثيرة. وخلال ذلك كان يكتب في
"الناقد" و" الشعب " وسواهما من الصحف. وفي سنة 933 1 أنشأ الزيات
المجلة الكبرى، "الرسالة" فكان جدي واحداً من كتابها واستمر فيها
عشرين سنة إلى أن احتجبت سنة 953 1. وكتب -بالإضافة إلى كل ذلك-
سنوات في مجلة "المسلمون "، وفي "الأيام " و"النصر!. وحين جاء إلى
الممكلة نشر في مجلة "الحج" في مكة، وفي جريدة "المدينة "، وأخيراً
نشر ذكرياته في "الشرق الأوسط " على مدى نحو من خمس سنين. وله
مقالات متناثرة في عشرات من الصحف والمجلات التي كان يعجز - هو
نفسه - عن حصرها وتذكر أسمائها.
وقد بقيت الصحافة أبداًالعمل الأثير لديه. قال عنها: "أما من حيث
قرب هذه المهنة من نفسي فهي أحب إليئ من كل مهنة مارستها. ولو
خُئرت الَان لاخترتها دون سواها، بشرط أن أكون أنا وحدي المشرف
على المجلة، وان أكون حراً لا رأي فوق رأص! ولا مُكرِه لي على نشر
ما لا أريده أو طي ما أريده. . .! (2). وفي الذكريات المنشورة (الجزء
(1)
(2)
من حديث النفس، ص 9 4 1.
الذكريات: 2/ 5.
15

الصفحة 15