يصت ما في رأسه من عل! أو في جعبته من إبداع حيث عمل ومع أي أناس
اشتغل. هاهو ذا يقول عن عمله مع تلاميذ المدرً سة الابتدائية بقرية سلَمية
التي عقم فيها سنة 932 1: "وكنت - من حماستي، ومما وجدت من ذكاء
التلاميذ وحسن استجابتهم ورغبتهم في الاستفادة والتحصيل - اريد ا ن
اجعل منهم كتابأ وخطباء، وجعلت من دروس التاريخ محاضرات وطنية
لا مجرد معرفة باحداث الماضي. . . " (1).
ولفا نُقل إلى قرية سقبا (من فرى الغوطة، قرب دمشق) في السنة
التالية صار مسؤولاً عن مدرسة ابتدائية فيها اكثر من مئةٍ من التلاميذ، قال:
"فأحببت أن كون لهم كما كا ن افاضل اسا تذ تي لي ولرفافي؟ لااجعل عملي
كله ان اَخذ ما في كتبهم المقررة فأحشو به ادمغتهم واسجله في ذاكرتهم،
حتى يؤدوه يوم الامتحان كما تسلموه ساعة الدرس ثم يمحى منها فلا يكاد
يبقى منه اثر فيها. هذا الذي تريده مني وزارة المعارف وتكافئني عليه وتقنع
به مني، ولكن الله يريد ان اراقبه فيهم وان أدلهم عليه وارشدهم إلى
ما يرضيه منهم واجعل منهم اعضاء في جسم الأمة سليمة من العلل قائمة
بالعمل، لا اعضاء معتلة ولا مشلولة ولا خاملة. حاولت ان اعودهم
على أداء العبادات وعلى إقامة الصلاة، وعلى الصدق في القول والجراة
في الحق، اغرس في قلوبهم الخوف من الله وحده وانزع منها الخوف من
عبيده. . . " (2). "لقد نصحت لهم ولم ادخر وسعأ في تقويمهم وتربيتهم.
لم كن معفمأ كالمعلمين، بل كنت مرشداً وناصحأ؟ نبهت الإيمان في
قلوبهم الصغيرة، وما قلت إني غرسته لأن الإيمان مغروس في اعماق كل
قلب، وعلمتهم الصدق حتى إن احدهم يعترف بذنب ارتكبه لم يره عند
ارتكابه احد. وكانت وراء المدرسة قطعة ارض كبيرة تابعة لها مهملة
(1) ا لذكر يات: 2/ 1 2 2.
(2) ا لذكر يات: 2/ 7 6 2.
18