وكان القانون يخول القاضي الشرعي في دمشق رياسة مجلس
الأوقاف وعمدة الثانويات الشرعية، فصار علي الطنطاوي مسؤولاً عن
ذلك كله خلال العشر السنين التي أمضاها في قضاء دمشق، فقزر أنظمة
الامتحانات في الثانويات الشرعية وكان له يد في تعديل قانون الأوقاف
ومنهج الثانويات، ثم كُلف عام 0 96 ا بوضع مناهج الدروس فيها فوضعها
وحده - بعدما سافر إلى مصر واجتمع فيها بالقائمين على إدارة التعليم في
ا لأزهر - واعتُمدت كما وضعها.
6 - في المملكة
في عام 1963 قدم جدي إلى الرياض مدرسأ في "الكليات
والمعاهد" (وكان هذا هو الاسم الذي يُطلَق على كفمحي الشريعة واللغة
العربية، وقد صارت - من بعد - جامعة الإمام محمد بن سعود)، وفي
نهاية السنة عاد إلى دمشق الإجراء عملية جراحية بسبب حصوة في الكلية)
عازمأ ألا يعود إلى المملكة في السنة التالية، إلا أن عرضأ بالانتقال إلى
مكة للتدرشى فيها حمله على التراجع عن هذا القرار.
وهكذا انتقل علي الطنطاوي إلى مكة ليمضي فيها (وفي جدة)
خمسأ وثلاثين سنة، فأقام في أجياد مجاوراً للحرم إحدى وعشرين سنة
(من عام 964 1 إلى عام 985 1)، ثم انتقل إلى العزيزية (في طرف مكة من
جهة منى) فسكنها سبع سنوات، ثم إلى جدة فأقام فيها حتى وفاته - يرحمه
الله - في عام 999 1.
بدا جدي هذه المرحلة الجديدة من حياته بالتدريس في كلية التربية
بمكة، ثم لم يلبث أن كُلف بتنفيذ برنامج للتوعية الإسلامية، فترك الكلية
وراح يطوف على الجامعات والمعاهد والمدارس في انحاء المملكة لإلقاء
الدروس والمحاضرات، وتفزَغَ للفتوى يجيب عن أسئلة وفتاوى الناس في
26