لقد كان الشيخ من أقدم معلمي القرن العشرين وكان من أقدم
صحافييه ومن أقدم مذيعيه كما علمتم من هذا الكتاب، وقد كانت له - بعد-
مشاركة في طائفة من المؤتمرات، منها حلقة الدراسات الاجتماعية التي
عقدتها جامعة الدول العربية في دمشق على عهد الشيشكلي، ومؤتمر
الشعوب العربية لنصرة الجزائر، ومؤتمر تأسيس رابطة العالم الإسلامي،
واثنين من المؤتمرات السنوية لاتحاد الطلبة المسلمين في أوروبا. ولكن
أهم مشاركة له كانت في المؤتمر الإسلامي الشعبي في القدس عام 953 1،
والذي تمخضت عنه سفرته الطويلة في سبيل الدعاية لفلسطين، وقد جاب
فيها باكستان والهند والملايا وأندونيسيا.
ولم تكن تلك أولَ رحلة طويلة يرحلهما (دمان تكن الأبعد
والأطول)، فقد شارك في عام 1935 في الرحلة الأولى لكشف طريق
الحج البري بين دمشق ومكة، وقد حفلت تلك الرحلة بالغرائب وحفت
بها المخاطر، ومن أحمث الاطلاع على تفصيلها فلينظره في كتاب: "من
نفحات الحرم ".
ويبقى - بعد ذلك - الكثير الكثير مما لم أتحدث عنه، ويبقى علي
الطنطاوي رجلَ العصر الذي لا تكفي في الحديث عنه مثل هذه الصفحات
ولا ل! حاطة بسيرته وائره طِوال المقالات؟ فأسال الله ان يوفقني إلى
إخراج كتاب كامل في سيرته وماَئره، وليعئي من قرأ هذا الكتاب بدعوةٍ
بظهر الغيب تمكنني من تحقيق هذا الأمل وإنجاز هذا العمل. والله خير
معين.
طة""
30