كتاب علي الطنطاوي أديب الفقهاء وفقيه الأدباء

تقديم
علمتم - مما مضى - أن الشيخ علي الطنطاوي قد نشر أول مقالة له
في صحيفة " المقتبس " ولقا يتم السابعة عشرة من عمره، ثم هو لم يتوقف
عن الكتابة حتى اخر سني حياته، فاحسبوا كم أمضى وهو يكتب وقدروا
كم كتب من الصفحات. لقد بلغ عدد ما نُشر- مما كَتب - ئلاثة وئلائين
كتابأ وعشرات الرسائل الصغيرة، اما ما لم يُجمع في كتب - مما نُشر من
مقالات - فيبلغ المئات، منها مقالات ضاعت اصولها وفُقدت الصحف
التي نُشرت فيها أول مرة، ومنها ما يُجمع الان ويُرتَب لعل الله يوفق إلى
إخراجه في كتبِ عما قريب (1).
ولسوف يلاحظ قارى هذه الكتب أن معطمها تجميعٌ لمقالات
نشرت أول ا لأمر في صحف ومجلات شتى أو أحاديثَ ألقيت عبر ا لإذاعات
في أزمنة وظروف مختلفة، ثم ضُمَت الأشباه بعضها إلى بعض ونظمت
ورتبت حتى جاءت منها كتب متسقة في موضوعاتها منسجمة في أجزائها.
وقد يتساءل البعض في هذا المقام: لماذا لم يكتب علي الطنطاوي كتبأكاملة
بالشكل المألوف؟ كتبأ ذات فصول مترابطة وسياق واحد؟ والجواب كا من
في طبيعة الشيخ؟ فهو يؤجل قضاء كل أمر حتى لا يبقى بينه وبين نفاد
الوقت غير امد يسير، ثم ينطلق بهمّةٍ وسرعة لا يطيقهما غير قليل من
(1)
دُفع إلى المطبعة من أسابغ معدودة أول هذه الكتب؟ وهو الجزء الثاني من
"مقالات في كلمات " الذي لم ينشر من قبل أبداَ. والعمل الَان جارِ في الكتاب
ا لثاني واسمه " فصول اجتماعية " وما هذا إ لا بتوفيق من الله فله الحمد اولاَ وآخر اَ.
33

الصفحة 33