كتاب علي الطنطاوي أديب الفقهاء وفقيه الأدباء

اوراقأ ودَ! ضي في تدوين كتاب من اوله إلى آخر 5، إلا في بعض كتاباته
المبكرة في اول الشباب (ومنها كتاباه العظيمان عن ابي بكر وعمر رضي
الله عنهصا). اما الاسشاء الوحيد - بعد تلك الحقبة المبكرة - فكان في
الكتاب الذي وفقه الله إليه وفتح به عليه، والذي مازال يرجو به ثواب الله
ورضاه حتى آخر ايامه، وهو كتاب "تعريف عام بدين الإسلام "، ولنا إليه
عودة مفصلة من بعدُ إن شاء الله.
! ل!! ل!!
لقد كتب علي الطنطاوي في فنون الأدب جميعأ: المفالة، والقصة
القصيرة، والمسرحية، والسيرة الذاتية، وادب الأطفال. ولكن اكثر
ما كتبه كان من المقالات التي اتسعت مجالاتها وتنوعت موضوعاتها
حتى شملت إحياء الدين، والدعوة إلى الإصلاح، والدفاع عن الفضيلة،
ومحاربة المفسدين والرد على المبتدعين، ومعالجة هموم الناس وحل
مشكلات المجتمع. اما قضايا الأمة المسلمة ومجاهدة اليهود
والمستعمرين فموضوع لا يكاد يخلو منه كتاب من كتبه.
سوف استعرض - في الصفحات الباقيات من هذا الكتاب - سائر
كتب جدي، علي الطنطاوي، بعدما نَظَمْتها في اربع مجموعات:
الكتابات الإسلامية (الإسلاميات)، والكتابات الأدبية (الأدبيات)،
والكتابات التاريخية (التاريخيات)، والسيرة الذاتية (الذكريات). على
أنني اسارع إلى القول بأن هذا التقسيم فنيئٌ محض وان فيه شيئاَ من
الاعتساف؟ لأن الشيخ لم يكن يكتب لغير ما هدف، ولقد خاض - في
مستهل حياته، وهو على مقاعد الدراسة الجامعية - معركة ادبية مع استاذه
الشاعر شفيق جبري كان موضوعها: "هل يكون الأدب للأدب ام يكون
للحياة؟ " (1)، وكان رايه الحاسم الجازم (الذي لم يغيره ولم يتركه طَوال
(1)
انظو لتفصيل تلك المعركة الأدبية ما جاء في الذكريات: 2/ 3 0 2.
35

الصفحة 35