كتاب علي الطنطاوي أديب الفقهاء وفقيه الأدباء

ئلائين درساَ، وكل درس يتالف من نص منتخَب يأتي بعده تفسيرٌ لغوي
يشرح المفردات الغامضة فيه، ثم تفسيرٌ ادبي يتضمن تعريفاَ بالمؤلف
ويبين موضوعَ النص وغرضَه وأفكارَه، وفي اَخر الدرس "المحادثة "؟ وهي
اسئلة تدريبية حول النص. وقد تفاوتت الاختيارات بين اَيات واحاديث
وقطع نثرية وشعرية، من العصور الأدبية القديمة والحديثة جميعأ، ولكنها
تشترك كلها في تحقيق المقاصد التي ارادها المؤلف منها وصرح عنها في
مقدمة الكتاب: "فمَن قرأها ونظر فيها عرف ما هو هذا العمل، وما هي
روحه، وما غايته، وأدرك اننا نرمي من وضع هذه الرسالة اليوم (ووضع
غيرها غدا، إلى غايات ئلاث: غاية مدرسية. . . وغاية أدبية. . . وغاية
اخلاقية هي ابعد غاياتنا وأشرف مقاصدنا؟ وهي أن ننشئ التلميذ على
الرجولة والقوة، وحب الجد والعمل، وكراهية العبث والكسل والتخنث،
وأن نطبعه بالطابع العربي الإسلامي في أخلاقه وافكاره وعواطفه ". ويقع
الكتاب في ست وتسعين صفحة من القطع المتوسط (4 اك! ا 2).
أما اَخر الَاثار القديمة فهو كتاب "في بلاد العرب "، ولم اعثر ضمن
اوراق جدي - رحمه الله - وكتبه إلا على قطعة منه تضم ستاَ وستين صفحة
من نفس حجم الكتاب السابق، ولعله يكون قريبأ منه في عدد صفحاته
فتكون قريبأ من مئة صفحة. وقد صدر الكتاب عام 939 ا بعنوان "في بلاد
العرب: الشام والحجاز والعراق "؟ ومقدمة الكتاب توحي بأنه مجموعة
من المقالات التي كتبها المؤلف في السنوات السابقة خلال تنقله بين هذه
البلاد، ومما جاء في هذه المقدمة: "سميت هذا الكتاب "في بلاد العرب "
وكان أليق به لو دعوته "بين حربين " (يشير إلى الحربين الكونيتين: الأولى
التي شهدها طفلاَ، والثانية التي اندلعت في السنة التي نُشر فيها الكتاب). .
على أنها - في الواقع - حروب ثلاثة؟ ذلك اني كنت بينهما في حرب مع
نفسي التي حملتها على الحق، ورُضتها على اتباع الصراط المستقيم،
فوجدت الحق لا يعيش في هذه الحياة إلا خاضعأ للقوة، ووجدت طرق
40

الصفحة 40