كتاب علي الطنطاوي أديب الفقهاء وفقيه الأدباء

الأدبيات
لايكاد يكون ممكناً فصل مجموعة بعينها من كتابات علي الطنطاوي
لتوصف - دون بافي كتاباته - بأنها كتابات أدبية. فما دام الأدب وعاء يضع
فيه المؤلف نتاجه أو اداة يصوغ بها أفكاره، فكل ما يأتي به ا لأديب أدب، ولو
كان بحئأ تاريخيأ او مقالة علمية أو خطبة حماسية. والشيخ علي الطنطاوي
واحد من أعلام الأدب الكبار في هذا العصر، فكيف لا يكون كل ما كتبه من
ا لأدب؟ بل هو أدب من أرقى ا لأدب وأجوده، ولكني حصرت في هذا الباب
عدداً من الكتب التي لم يطبعها طابع اَخر مميز (كالسيرة الذاتية أوالكتابات
التاريخية) كما بينتُ اَنفأ0
ولسوف يدهس الذين يقرؤون هذه الكتب جميعاً من وفرة
الموضوعات وتنوع المسائل التي حفلت بها؟ ففيها أدب خالص، وفيها
علم من اللغة او الفقه او السيرة أو التراجم، وفيها تحليلات نفسية،
ودراسات اجتماعية، ومسائل تربوية، ومباحث فلسفية، وفيها دنيا ودين،
وحماسة وحنين، وشدة ولين، وفيها - بعد ذلك كله - حلاوة الأسلوب
ومتعة الاستطرادات، وكثيرٌ كئيرٌ من النفع والفائدة لمن أراد النفع وسعى
إلى الفائدة.
وهذه الكتب - في جملتها - مجموعات من مقالات نُشرت في ازمنة
وظروف متباينة (كما أشرت من قبل) وقد مضى على نشر بعضها سبعون
عاماً أو ستون أو خمسون، ولكن القارى سيعجب حين يرى ان كثيراً منها
(وهي قد حُفظت بصورتها التي نشرت بها أولَ مرة؟ لم يُبدَل فيها شيء
42

الصفحة 42