كتاب علي الطنطاوي أديب الفقهاء وفقيه الأدباء

فِكَر ومباحث
يضم الكتاب خمسأوعثرين مقالة نحو نصفها مما نُشر في
الثلاثينيات، أي أنها من أوائل ما نشر علي الطنطاوي في
الصحف. وهو يفع في 212 صفحة من القطع المعتاد
(17 *24). وحتى لا يلتبس العنوان على القارى أوضمح
أن الكلمة الأولى فيه بفتح الكاف وليس بسكونها، أي أنه
مجموعة من المباحث والأفكار (في المعجم: فِكَر جمع
فكرة، وأفكار جمع فِكْر).
ولربما ظن القارى - إذ يقرا كتاباَ كُتب اكئره من ئلاثة ارباع القرن
بقلم شاب لما يبلغ الثلائين من عمره - انه سيجد كتابة ضحلة صيغت
بأسلوب مبتدى. وهنا المفاجأة؟ فأنت حين تقرأ هذه المقالات لن تظن
إلا أن الذي كتبها استاذ متمرس في ارقى الجامعات.
اقدم مقالات هذا الكتاب مقالة عنوانها "كيف تكون كاتباَ"، نُشرت
سنة 1932، اي ان صاحبها كان - لفا نشرها - في الثالثة والعشرين من
عمره! قال في اولها: "هذا حديث اوجهه إلى الطلاب التجهيزيين
المحرومين من دروس الإنشاء، والذين يُكففون بكتابة المقالة في
الموضوع الثقيل الذي لا يألفونه ولا يفهمونه من غير ان يكون امامهم
ما ينسجولى على منواله ويقتفون ائره، ومن غير أن يكون تحت ايديهم من
القواعد ما يعلمهم كيف يسيرون. وهم - في حالهم هذه -كالفتى يريد أ ن
يعلمه ابوه السباحة فلا يزيد على إلقائه في الماء وامره ان يسبح! ولكنه
يموت قبل أن يتعلم السباحة، ويملُ هؤلاء قبل أن يتعلموا الكتابة. . . ".
44

الصفحة 44