كتاب علي الطنطاوي أديب الفقهاء وفقيه الأدباء

إصدار مجموعة "رسائل مسجد الجامعة " في ثلاثة أجزاء عظيمة النفع
جليلة الفائدة (تحدث فيها عن المسجد ورسائله حديث المطلع الخبير)
وأبقى على رسالة "يابنتي! متصدرة للرسائل لأنها أولها صدوراً.
ومما أفرد في رسائل مستقلة من مقا لات هذا الكتاب مقالة "حلم في
نجد"؟ وهي مقالة فريدة فيما جمعتْه مما قيل في نجد من الشعر وما أنشد
فيها من القصائد، فكانها ديوانٌ نجدي موجز تتداخل فيه المقاطع الشعرية
والتعليفات الأدبية والشروح التاريخية.
وفي الكتاب - بعدُ - عدد من المقالات الطريفة التي اكاد اجزم أ ن
احداً لا يملك ان يقراها بغير أن يقهقه ضاحكأ منها، فإن كنتَ قارئها
- لا بد -فاقراها خاليأحتى لا يعجب الناس من تفاعلك معها. فمن ذلك
مجموعة مقالات الأعرابي: " أعرابي في حمام " و"اعرابي في سينما"
و"الأعرابي والشعر". ومن هذه المقالات الطريفة " ديوان الأصمعي "؟
وهي من اكثر المقالات ابتكاراً وطرافة، وقد بلغ من دقة حبكتها أن ظنها
أحد الأساتذة حقيقة وبنى عليها فصلاً لغويأ نشره في بعض المجلات!
(كما ورد في حاشيةٍ على المقالة في طبعةٍ حديثة من الكتاب). ومنها مقالة
"مجانين"؟ وفيها مجموعة من اخبار "عقلاء المجانين " من مثل خبر
الجاحظ الذي "نسي كنيته وطفق يسال عنها حتى جاءه ابن حلال بالبشارة
بلقياها فقال له: انت ابو عثمان. فهل كان الجاحظ - عبقري الأدب،
ولسان العرب - مجنونأ؟ إ". وكثير من مثل هذه القصص الطريفة اترك
لكم قراءتها في موضعها. على انّ في المقالة موعظة عظيمة ونصيحة
صادقة: "فإذا كان في الدنيا جنون عبقرية وجنون مارستان، ف! ن جنون
الهوى هو جنون الإجرام، لاسيما إذا كان على الطريقة الفرنسية. فيا ايها
الشباب الصغار، إذا لم يكن بد من الجنون، فلنجن بالمعالي والمكارم،
او لنسكن المارستان! ". اما مقالة "شهيد العيد" فأراها من اعجب مقا لات
الكتاب، وقد نشرتُها في مجلة اصدرتُها لمّا كنت طالباً في المدرسة
48

الصفحة 48