مع الناس
يضم هذا الكتاب أربعين مقالة، بعضها من أوائل ما نشر
علي الطنطاوي في الصحف في مطلع الثلاثينيات، ولكن
أكئرها مما نُشر في أواخر الخمسينيات. وهو يقع في 0 2 2
صفحة من القَطع المعتاد (17 *4 2).
تهتم معظم مقالات الكتاب - كما يوحي اسمه - بقضايا الناس
وهمومهم ومشكلاتهم، فهي مقالات اجتماعية واقعية. ولما كان كثير
منها مما أذيع من إذاعة دمشق - حين كان للشيخ حديث أسبوعي يُذاع منها
كل يوم جمعة - فانها فد جاءت وصفأ لما في المجتمع من مشكلات
وسعيأ إلى المعالجة والإصلاح.
من مشكلاتنا المزمنة - على سبيل المثال - الاستهتار بالوقت
وإخلاف المواعيد. ولعلكم تذكرون أنني قلت سابقأ إني ما رأيت جدي
أخلف موعداَ قط، وكان ذلك من أكثر ما يؤذيه من الناس. ولأنه أدرك
مدى انتشار هذه العلة في المجتمع وتمكنها من أفراده، فقد خضها بعدد
من أحاديثه ومقالاته التي جمعها هذا الكتاب ومنها "لصوص الوقت"
و"لا تؤجل " و"الوعد الشرفي " التي ساق فيها قصة إخلاف موعدِ ثم عقب
عليها بقوله: "أليس عجيبأ أن صار اسم "الوعد الشرقي " عَلَمأ على الوعود
الكاذبة، واسم "الوعد الغربي " عَلَمأ على الوعد الصادق؟ مَن عفم
الغربيين هذه الفضائل إلا نحن؟. . اوَلم يجعل الإسلام إخلاف الوعد من
علامات النفاق، وجعل المخلف ثلث منافق؟ فكيف نرى - بعد هذا-
كثيراَ من المسلمين لا يكادون يفون بموعد ولا يبالون بمن يخلف لهم
وعداَ، حتى صار التقيد بالوعد والحرص عليه نادرة يتحدث بها
51