كتاب علي الطنطاوي أديب الفقهاء وفقيه الأدباء

الناس؟. . . فمتى يجيء اليوم الذي نتكلم فيه كلام الشرف، ونعد وعد
الصدق؟. . . فابدؤوا بإصلا! الأخلاق؟ ف! نها اول الطريق ".
اما مقالة "شغلوا الطلاب في عطلة الصيف " فليست دعوة لاستثمار
الوقت الضائع لاكثر الطلاب في عطلة الصيف فقط، بل هي ايضأ دعوة
لتقدير العمل واحترامه وتعويد الطلاب عليه. لقد كان العمل اليدوي (وأحسبه
ما يزال) نقصاً في نظر كثير من الناس الذين يصرفون عنه ابناءهم وينظرون إ لى
من يقوم به بعين الازدراء. لذلك جاء في تلك المقالة (وهي مما اذيع من
احاديث عام 9 5 9 1): "إن العمل ليس عيباً، وفي اميركا يشتغل الطلاب -حتى
الأغنياء منهم -في العطلة الصيفية بالخدمة في المطاعم والعمل في المصانع،
فلماذا يبقى شبا بنا مدة ا لعطل (وهي ربع ا لسنة او ثلثها) بلا عمل فيتعودوا ا لكسل
والبطالة او يقرؤوا روايات ارسين لوبين او يروا الأفلام الخبيثة؟ لماذا نقتبس
من الغرب الضار ولا نفتبس النافع؟ ".
ثم نراه يخص الطلاب بالاهتمام مرة اخرى، ولكن بدراستهم
وامتحاناتهم هذه المرة، وذلك في مقالة "إلى الطلاب " التي يعفمهم فيها
كيف يدرسون. فقد زار صديقاً له مساءً فوجد ابنه يسهر كل يوم إلى
الساعة الثانية يستعد للامتحان، فقال: "اعوذ بالثه، هذا اقصر طريق
للوصول إلى السقوط في ا لامتحان. . . إن اول نصيحة اسديها لمن يدخل
الامتحان من الطلاب والطالبات ان يحسن الغذاء وان ينام ثماني ساعات ".
تلك ا لأولى من سبع نصائح، اما بقيتها فعودوا إلى الكتاب لقراء تها فيه.
وفي الكتاب دعوة إلى الخير والإنفاق في مفالة "احسن كما أحسن
الله إليك "، وإلى مثل ذلك وإلى الخلق الحسن في: "رمضان " و"حديث
العيد".
وفي مقالة "كل شيء للناس " اسلوب طريف في معالجة مشكلة
عظيمة تنغص على الناس - لاسيما الرجال - حياتهم؟ وهي إقامة تصرفاتنا
واعمالنا على ما يحقق رضى الناس واعتبارُ هذا الرضى غايةً نبذل الكثير

الصفحة 52