كتاب علي الطنطاوي أديب الفقهاء وفقيه الأدباء

في سبيلها ونجهد في الوصول إليها. اقرؤوا هذه المقالة تجدوا فيها وصفاً
طريفاً لهذه المشكلة، وفي اَخرها: "الناس، دائماًالناس. فيا أيها الناس،
متى نعيش لأنفسنا؟ ومتى نستطيع أن نقف عند حدِّ الشرع وحذَ العقل؟
ومتى يخرج فينا العقلاء الأقوياء الذين يكسرون هذه القيود؟ أمّا أنا فوالله
ما أبالي هذا كله ولا أدخلته يومأ في حسابي، ولكن أعظُ من شاء أ ن
يتعظ. . . ولا تخشوا قول الناس ما دمتم لم ترتكبوا محرمأ ولا ممنوعاً
شرعيأ. وهل عند الناس إلا أن يقولوا؟ لقد قالوا عن محمد لمجم! م وهو خاتم
الأنبياء إنه مجنون، وقالوا ساحر، وقالوا كذاب. فليقولوا عنكم
ما شاؤوا، ولا تبالوا بسخط الناس إن كنتم قد أرضيتم رب الناس ".
اما القضية التي شغلت أكبر مساحة من الكتاب فهي الدعوة إلى
الفضيلة ومعالجةُ مشكلات الشباب والشابات. فمن ذلك إنذار وإعذار،
كما في: "هذا نذير للناس " و"إبراهيم هنانو قال لي" - التي نشرها جدي
في مجلة الرسالة عام 946 1 - وفي أولها: "هذا إنذار أستحلفُ كل قارئ
من قراء "الرسالة " في الشام ان يحدث به وينشره ثم يحفظه، ف! نه سيجيء
يوم تضطره احداثه ان يعود إليه فيقول: ياليته قد نفعنا هذا الإنذار،
ياليتنا. . . ويومئذٍ لا تنفع شيئاً "ليت"؟ إنها لا ترد ما ذهب، ولا ترجع
ما فات! وهذا إعذار إلى الله، ثم إلى كُتَاب التاريخ؟ لئلاّ يقولوا إنها لم
ترتفع في دمشق صيحة إنكار لهذا المنكر ولم يعلُ فيها صوتٌ ناطق
بحق. . . " (1). وبعد هذا الإنذار يأتي تشخيصق وعلاج في عدد كبير من
المقالات: "مشكلة الزواج "، و"أسباب المشكلة "، و"الحب والزواج "،
وة في الزواج "، و"السن المناسبة للزواج "، و" هذا هو الدواء ".
! ي! يم،
(1)
في الذكريات: (5/ 234 وما بعدها) حديث عن هذه المقالة وما أثارته من
تعليقات، وحديث عن المقالة الأخرى "دفاع عن الفضيلة " التي خاف الزيات
على كاتبها من تبعاتها فمحا اسمه من رأسها!.
53

الصفحة 53