وسعى لها وجاهد في سبيلها بقلمه ولسانه وجنانة كما فعل جدي. لقد ساح
- في سبيلها - في ربوع الدنيا إلى اَخر المعمور من الأرض، ولم يكد يدع
فرصة من كتابة او إذاعة او خطابة إلا تحدث عنها. وها هو ذا يقول في مقالة
في هذا الكتاب عنوانها: "لا تنسوا فلسطين " أذيعت سنة 955 1: "يا أيها
السامعون، امامي الان عدد من جريدة الف باء منذ نحو ربع قرن، فيه مقالة
لي انئه فيها وإوقظ واسال العرب كيف يستمرئون لذيذ الطعام، وكيف
يستسيغون عذب الشراب، وكيف ينامون على لين الفراش، وفلسطين
على فم البركان، وفلسطين على شفير الضياع. وهأنذا اليوم اعود فأسال
العرب: يا ايها العرب، إني لا اخشى شيئاَ كما اخشى ان تنسوا قضية
فلسطين. . . لقد وقفنا في " قبية " على انقاض المدرسة التي ضربها اليهود
بالقنابل من سنتين، فمات المعلم والتلاميذ. ونبشنا الأنقاض، وراينا
هيكل طفل صغير يشير بيدِ من عظم؟ يفتش في ا لأرض عن عربي من الثمانين
مليونأ، عن مسلم من الخمسمئة مليون، ينقذه من هذه الحفنة من شذاذ
الافاق فلم يجد! ".
وفي مقالة "الفول للسيفِ، ليس القولُ للقلمِ " التي نشرها بعد قرار
التقسيم عام 947 ا يقول: "لو كان للكلام الان مكان لقلنا فبذَذْنا القائلين،
ولبعثناها في ا لأرض مقا لات تشتعل حروفها ناراَ، وتتفجر كلماتها قنابل،
ويكون منها براكين تنفث الحمم. ولكن عهد الكلام قد انقضى، وستسمع
الدنيا غداَ عنا كما سمعت منا، أحاديث تشيب ناصية الدهر، وتحرق فؤاد
الصخر، وتحير من هولها ذوي الأحلام. . . ونحن نعترف بأننا لا نملك
مئل أموال اليهود، ولا مثل اسلحة ا لأميركيين، ولكنا نملك ثمانين مليون
روح من ورائها اربعمئة وعشرون مليون روح، نريد أن نزهقها كلها او ندفع
عنا هذا الضيم الذي تريدنا عليه اميركا وروسيا. فهل عندكم من القنابل
الذرية ما يكفي لفتل خمسمئة مليون؟. . . ولن تدوم للصهيونيين دولة في
فلسطين ما دام المسلمون في الأرض والله في السماء".
ع! "! يم
56