"كنت في سنة 1949 كتب في جريدة "النصر" اولاً ثم في "الأيام " اَخراً
كلمات بعنوان: "كل يوم كلمة صغيرة ". ولبثت على ذلك سنواب اجتمع
لدقي فيها ركام منها، منه ما لا يمرا إلا في يومه، وقد اهملته واطَرحته،
ومنه ما يمرأ في كل الأوقات، وقد اخترب منه هذه الكلماب ".
والمقالات متنوعة في موضوعاتها واهتماماتها لأنها كُتبت في أزمنة
متباينة، فكثير منها يعالج مشكلات اجتماعية مثل: "نظام " و"الزواج
بالأجنبيات " و"شحاذون " و"كواء"، او يدافع عن الفقراء والضعفاء مثل:
"اجير الخباز" و"طفلان" و"إلى الأغنياء" و"اكرموا الفلاحين ". ومنها
مقالات تهتم بالمشكلة الأخلاقية والدعوة إلى الفضيلة مثل: "مشكلة
وجيه " و"هكذا قال زرادشت " و"بائعة اليانصيب " و"اَلَان يا بنت؟ ". وفي
الكتاب مقالاب تربوية منها: "ادب الأطفال " و"سهر الأولاد" و"يبيع
الجرائد". ومقالات في مشكلات الأزواج والأسرة منها "هكذا فاصنعوا
لهن" و"طلاق" و"الجهاز" و"علاج الخصام ". ومقالات وطنية منها
"ابطاذ صغار" و"منجم ذهب" و"نعم، لقد هُزمنا". ومقالات تاريخية
منها "موقف عالم " و"طريق النصر" و"خبر من السيرة ". ومقالات فلسفية
منها "الحق والقوة " و"لا اؤمن بالإنسان " و"الثبات ". ومقالاب ثقافية منها
" الثقافة في خطر " و" دفاع عن ا لعربية " و" ا لمذهب الرمزي كما افهمه ".
وفي كثير من هذه المقالات طرافة - مع ما أنشئت له من هدف
اجتماعي او سواه -كما ترون في مقالة "حمار يسوق سيارة ": "رايت مرة
دبأ يركب الدراجة على المسرح، وسمعت عن كلاب تحمل الشلال
وتغدو على السوق فتشتري الفاكهة، وفي كتاب كليلة ودمنة اخبار من
ذلك، ولكن اعجب هذه الأخبار وابعدها في الإغراب أن يسوق حمار
سيارة! وما كنت لأصدق ذلك لولا ان رايته امس بعيني، وكاد يدعسني.
لا، لا تظنوا اني امزح او اتخيل، إني لا اصف إلا ما جرى. . . كان
حماراً شاباً، عليه مظاهر الدلال، وكان منتفخاً مغروراً فد رفع اذنيه من
58