الكِنر ولوى ذَنَبه من الغرور. وكيف لا يغتر الحمار إذا رأى نفسه مالك
السيارة البويك صنع 1 95 1 (1) وبنو الشيخ آدم - رحمه الله - يمشون على
الأرض؟ ولكن الحمار حمار ولو ساق السيارة، لذلك تر (ث يمين الطريق
وأخذ شماله، وجاءت سيارة من أمام تمشي على الطريق السوي،
فاضطرب الحمار السائق وصار يكبس أزرار السيارة بقوائمه الأربع،
فصعدت الرصيف، وصدمت الرجل، ئم دخلت دكان الخضري. ولم
يستحِ ولم يعتذر كمن يعتذر مَن في نفسه أدب، إنما نزل من السيارة وجعل
ينهق في وجه الخضري ويسئه باللسان الحماري لأنه لم يترك شوارع البلد
كلها ويفتح دكانه في هذا الطريق إلا ليصدم السيارة. هذا هو المشهد الذي
شهدت، وشهده معي عشرات من الناس. وأنا - يم تقديري لهذه البراعة
في تدريب الحيوان على أعمال الإنسان - أرجو الا تأذن الحكومة لحمارٍ
بعد اليوم أن يسوق سيارة خاصة على الطرقات العامة. . . ولو غضب من
ذلك حضرات السادة الحمير! ".
أما آخر مقالة في الكتاب فهي: "وداع " فيه: "يا قزائي، السلام
عليكم. سلام وداع، لا سلام لقاء. وداعأ يا قزاء، وشكراَ لكم على
ما افضلتم عليئ. . . فلقد عشت عمري أترجم للناس حديث السوافي في
أذن الزمان، أرسم صور المجد وتهاويل الأماني. . . فأنزلتموني من
سماء الأحلام إلى أرض الواقع، وغمستم هذا القلم في مشاكل (2) الطخانة
والخئازة واللصوص وا لأشرار وأوحال الطريق، بعدما عاش دهر اً لا يعرف
(1) أي سنة كتابة هذه المقالة.
(2) سقى جدي حديثه الذي أذاعه من إذاعة المملكة لبضع وثلاثين سنة "مسائل
ومشاكل "، واستمر على هذا ا لاسم سنين، ثم أعلن للناس أنه يستدرك مصحَّحأ
أن "مشكلة" لا تُجمع على "مثاكل" بل على "مشكلات" وعدل اسم البرنامج
إلى "مسائل ومشكلات " 0 ولكني أبقيت هنا النص كما ورد في أصل الكتاب.
59