عن حقيفةِ لا تخفى على عاقل؟ هي أن الرجل والمراة حيثما التفيا وكيفما
اجتمعا: معلماَ وتلميذة، وطبيبأ وممرضة، ومديراَ وسكرتيرة، وشيخاَ
ومريدة، ف! نهما يبقيان رجلاَ وامرأة. لذلك قال النبي لمجي!: "ما خلا رجلٌ
بامرأةِ - هكذا؟ على الإطلاق - إلا كان الشيطان ثالثهما ".
واما "قصة اب " فجرس إنذار يقرعه علي الطنطاوي عاليأ يكاد يصمّ
الَاذان تنبيهاَ لمن يدلأ أولاده - من الَاباء والأمهات - دلالاَ يجاوز الحد
فيقود إلى أسوا العواقب في الدنيا والآخرة.
وفي الكتاب "لوحات" اجتماعية تاريخية هي أقرب إلى التراث
الشعبي فيما تقدمه من اوصاف وصور، منها "في شارع ناظم باشا"
و"نهاية الشيخ " و"العجوزان". وفيه قصة من الأدب الرمزي هي "قصة
بردى " التي تحكي سيرة حياة النهر بأسلوب روائي رمزي كما تُحكى سيرة
رجل من الناس.
واخيراَ، ففي الكتاب قصتان من الأدب الوطني الصارخ الذي
يستنهض الهمم وينفخ الحياة في الأموات: "جبل النار" و"بنات العرب
في إسرائيل ". وهذه الأخيرة كان يمكن ان تكون صرخةَ "وامعتصماه"
جديدةَ لو كان في الأمة رجال يسمعون، ولكنها صرخةٌ ضاعت في وادِ
مقفر وصيحةٌ تلاشت في أرضِ فضاء: "قالت: وجعلتُ أعدو حافية - وقد
سقط الحذاء من رجلي -على التراب والشوك حتى لحقوا بي. . . لقد
اراقت دم عفافها لأن رجال قومها لم يريقوا دماء أجسادهم دفاعأعن ا لأرض
والعرض، وخذَروها بهذه الإبرة كما خدروا زعماء العرب بالوعود
وبالخدع وبحطا آ من الدنيا قليل ".
وبعد، إنها قصص من الحياة. ولأنها كذلك، ولأنها تسعى إلى
تقويم ما في الحياة من عيوب وعلاج ما فيها من امراض، ففد اضطر
مؤلفها أن يصف العيب أو يجهر بتشخيص "المرض " في بعض المواقف،
63