صيد الخاطر لابن الجوزي
تحقيق وتعليق
يقع هذا الكتاب في نحو (450) صفحة من الفَغ المعتاد
(17 ك! 4 2)، منها سبعون صفحة للمفدمة والفهارس. وقد
طُغ اول مرة بهذا التحقيق عام 0 96 1.
"صيد الخاطر" كتاب قديم لمؤلف معروف، هو الإمام ابن الجوزي
الذي عاش في بغداد في الفرن الهجري السادس ومات فيها عام 597.
وقد كان أديبأ فقيهأ واعظأ مفسِّرأ محدثأ، حُبِّب إليه العلم من طفولته
وحفظ القراَن صغيرأ، وكان يتصف بقوة البديهة وحضور الذهن والأجوبة
النادرة مع كثرة الحفظ وسعة الرواية، وكانت له منزلة في الوعظ لم يُدانِه
فيها أحد، وَعَظَ وسنُّه عشر سنين إلى أن مات، وزعموا أن بعض مجالس
وعظِهِ حضرها ثلائمئة ألف إنسان. ولما مات - وكان ذلك في رمضان -
اجتمع على جنازته أهل بغداد وأغلقت الأسواق وأفطر بعض من حضر
لشدَّة الحز وكثرة الزحام، وخرجت جنازته سَحَراً والناس يتدافعون
يحملونها على رؤوسهم، فما وصلت إلى المدفن إلا وقت صلاة الجمعة.
وقد كان كثيرَ التاليف حتى أحصوا من كتبه أكثر من مئتين وخمسين مصئفأ،
كثيرٌ منها يقع في المجلدات الطوال.
وقد خترنا جدي - في مقدمته للكتاب -كيف تعرَّف إلى هذا الكتاب
ففال: "كنت اعمل في بغداد نحو سنة 1936 أدرِّس العلوم الشرعية في
الأعطمية وأقيم فيها منفرداً، فكنت - إذا طال عليّ الليل وأوحشت الوحدة
65