كتاب علي الطنطاوي أديب الفقهاء وفقيه الأدباء

ففتشنا عن نسخ منه مخطوطة، وامدنا الصديق الدكتور صلاح الدين المنجد
(مدير معهد المخطوطات) بها، فاشتغل اخي ناجي بمقابلة المطبوع عليها،
وحققه ما استطاع، وإن لم يسلم من كثير من الغموض ومن اَثار تحريف
الئ! اخ لأنه لم يجد نسخة مخطوطة صحيحة يعتمد عليها ".
وقد راجع جدي الكتاب وعفَق عليه مئات من التعليقات المفيدة
ووضع له مقدمة طويلة - في نحو اربعين صفحة - تكاد تكون كتابأ او كتيباَ
قائمأبذاته عن الكاتب والكتاب.
وهو - في دراسته للكتاب وتعليقه عليه - لا يخفي إعجابه بابن
الجوزي، فيقول في اول المقدمة: "وانا قديم التعظيم لابن الجوزي قديم
الحب له. . . "، ولكن هذا لا يمنعه من أن ينظر إلى ما كتبه ابن الجوزي
بعين العقل ويزنه بميزان الشرع، ثم يمضي فينقده نقد الدارس المُنْصف،
فيقول في المقدمة: "رايت المؤلف - رحمه الله - يقغ احيانأ في تناقض
فيسوق الراي قد ساق من قبل ضده، ويأتي باَراء لا يُسلم له بها ولا يجوز
السكوت عنها، فكنت اعلق على ذلك بما ابئن به الصواب الذي اعرفه ".
ثم نجد في بعض التعليقات: "لا ادري من اين جاء المؤلف بهذا! "،
و"هذا حكئم لا يصخُ إطلاقه "، و"لا استحسن من المؤلف هذا". . .
ويصحح له خطا لغويأ: "لا لمال: "الغير"؟ لأن "غير" ابلغ الألفاظ في
التنكير فلا تعزَف"، ويعفق على قول المؤلف: " المئة رطل " بقوله:
"الفصيح انْيمال: مئة الرطل او المئة الرطل "، ويعلق على تعبير غامض
للمؤلف بقوله: "وهذه الجملة مثال على تعقيد المؤلف وقصور تعبيره
احيانأ". ويناقشه في حكمه على شيخَي الإسلام؟ الجويني والغزالي،
ويرفض التسليم له بما قال عنهما. ومثل هذا كثير.
،ع! ع!
67

الصفحة 67