! ص! لاممه!
في مقدمة القسم الثاني من الكتاب اشرتُ إلى صعوبة فصل كتاباتٍ
بعينها من كتابات جدي، الشيخ علي الطنطاوي، لتكون هي - دون غيرها
من كتاباته - الكتابات الإسلامية، فالفكرة الإسلامية (كما يسمونها) تكاد
تكون قاسمأ مشتركأ وجامعأ عامأ لكل ما كتب، بل هي كذلك في نتاجه
كله: من مقالة مكتوبة، او خطبة مرتجَلة، او حديث مُذاع. لقد عاش
الإسلام في قلبه حياً نابضأ بالحياة يوم مات في قلوب الناس، وفي روحه
ظافراً منتصراً حين سيطر الخمول واليأس على ارواح الناس، وفي عقله
صافياً صحيحاً وقد تمكنت الخرافات والبدع من عقول الناس، ومضى
يدعو إلى الله على بصيرة بجرأة وعزم وصبر طويل، يكافح - من ناحية-
إفساد المبطلين ويدافع - من ناحية اخرى - غلو الغالين.
فأي شيء مما كتب سيعجزني أن اصئفه في الإسلاميات؟.
فلما كان هذا هو واقع الحال، فقد اخترت لهذا القسم من مؤلفات
علي الطنطاوي ما هو أولى به من سواه، واقتصرت على الكتب الأربعة
التي اشرت إليها سابقاً. ولكن ليس هذا هو كل شيء، فقد غلب هذا
الجانب على الشيخ في اخر ثلاثين عامأ من حياته؟ فكان اكثر ما أذاعه من
احاديث من هذا الباب، من فتاوى في برنامجيه "مسائل ومشكلات "
و"نور وهداية "، او احاديث إسلامية عامة (في اكثر السنين) في برنامج
رمضان "على مائدة الإفطار". وقد اشرت - من قبل - إلى أن العمل جارٍ
في إخراج كتب جديدة للشيخ تضم ما لم يُنشَر من مقالاتٍ في كُتبٍ من
68