كتاب علي الطنطاوي أديب الفقهاء وفقيه الأدباء

وقد تحدث في هذه المحاضرة كيف انفتح العالم الإسلامي فجأة - بعدما
عاش قرونأ في عزلة شبه كاملة، مادية وفكرية - على الحضارة الغربية
المعاصرة: "واصبحنا يومأ، فإذا الحرب العامة (يريد الحرب العال! ية
الأولى؟ وكذا كانوا يسمونها) تنقضي، وإذا السد الذي كان بيننا وبين
الغربيين يسفط، وإذا هذه الحضارة تدخل علينا فجأة. تدخل علينا
بخيراتها وشرورها، بمحاسنها ومساوئها. يا سادة: إن الذي يخرج من
الغرفة المظلمة إلى ضوء الشمس تمر عليه لحظات يزيغ فيها بصره
فلا يستطيع ان يميز ما حوله، وكذلك كنا نحن سنة 1918. لقد أصابت
الناسَ صدمةُ المفاجأة، فأما كثرتهم وجمهورهم فاغمضوا عنها عيونهم،
واغلقوا عليهم ابوابهم، وتجاهلوها ولبثوا يعيشون كما تعودوا العيش.
وقليل منهم تنبهوا إليها واهتموا بها. . . وهذا مثال الأمم كلها في عصور
ا لانتقال ". والمحاضرة طويلة ولكنها عظيمة النفع والقيمة.
اما في مقالة "كتاب في الدين الإسلامي "، التي نشرها عام 939 1،
فنجده يدعو العلماء إلى تقديم الإسلام في كتاب سهل مفهوم؟ "كتاب
واحد يلخص الإسلام كله تلخيصاَ وافياَ، ويعرضه عرضأ واضحأ، يقرؤه
الشاب فيفهم فيه الدين كله كفهم الوافدين على النبي عتًالدينَ، حين
دخلوا فيه افواجاً". وهي الدعوة التي انتهت به - بعد ثلاثين سنة من كتابة
هذه المقالة - إلى تأليف كتابه الأشهر ة "تعريف عام بدين ا لإسلام ".
وفي الكتاب - بعد -كثير من المقالات الممتعة المفيدة؟ ففي مقالة
"كلمة في الاجتهاد والتقليد" بحث نفيس ممتع في هذا الموضوع، ومثل
ذلك في مقالات "الإيمان" و"علم التوحيد" و"حلول قديمة لمشاكل
جديدة " ء وفيه مفالات قصيرة موجزة ولكن فيها خلاصة كافية بأسلوب
محبب مقنع للموضوع الذي تعالجه، مثل مقا لات "الصبر" و"الاستخارة "
و"البر باليتامى " و"تحريف لمعنى الإسلام " و"كلمة في المعجزات
والكرامات ".
! ي! ي
72

الصفحة 72