كتاب علي الطنطاوي أديب الفقهاء وفقيه الأدباء

في سبيل الإصلاح
طهرت الطبعة الأولى من هذا الكتاب في عام 959 1، وهو
يضم ثلاثأوثلاثين مقا لة يعود اكثرها إ لى عشر ا لأربعينيات،
ويقع في (0 1 2) صفحات من القَطع المعتاد (17 * 4 2).
كما قلت من قبل: كان "الإصلاح" واحداَ من المقاصد الكلية
العظمى لمسيرة علي الطنطاوي العلمية والأدبية، وكان السعي إليه والعمل
في سبيله واحداَ من أهم معالم سيرته. لقد كتب وخطب في سبيل ا لإصلاح،
وحاضر وسافر في سبيل الإصلاح، وكافح ونافح في سبيل الاصلاح،
وعاش حياته كلها في سبيل الإصلاح. فكيف لا يحمل واحدٌ! ن كتبه - بعد
هذا كله -هذا العنوان؟!.
لقد كانت رسائل "في سبيل الإصلاح " من أول ما كتب في حياته
(كما رأيتم في حديثنا عن الاثارالقديمة لعلي الطنطاوي)، وقد عاد فنقل لنا
- في مقدمة الطبعة الأولى لهذا الكتاب - بعض ما صذَر به تلك الرسائل،
فقال: " في غرة رجب سنة 8 4 3 1 نشرت أول كتاب لي وهو " رسائل في سبيل
الإصلاح "، وقد قلت في مقدمته إننا "إن لم نجد في عصرنا من المصلحين
كالذين كانوا في الصدر ا لأول، فلا أقل من أن نتشبه بهم، ونسلك سبيلهم،
فنصيح بالناس بقدر ما في حناجرنا من قوة؟ ندعوهم إلى ا لإصلاح، وندلُهم
على طريقه، وإذا جاءت أصواتنا خافتة فضاعت في جَلَبة المجتمع فلم
تُسمَع، ف! ن حسبنا أن فعلنا ما استطعنا. وهذه الفصول صيحتي، وإنها
لضعيفة، بل هي أشبه بالهمس، ولكنها غاية جهدي. ولم أردْ أن أدلَ بها
على علمٍ عندي؟ ف! ن كل ما قلته يعرفه الفراء، ولكن أردتُ أنَ أذكر بها مَن
نسي، وأنئه من غفل". واليوم، في غرة رجب سنة 1378، أنشر كتابي
73

الصفحة 73