لقد وُلد هذا الكتاب فكرةَ في عقل علي الطنطاوي حملها معه في
قلبه وضمير 5 مذ كان في الثلاثين من عمر 5، وما زال يرجو 5 ويدعو إلى
تأليفه ئلائين سنة اخرى حتى وفقه الله إليه واعانه على تأليفه. وقد رايتم
- من قبل -كيف دعا إليه وحثَ عليه في مقالة له نشرها في عام 1939
بعنوان "كتاب في الدين الإسلامي " فقال: "كان الأعرابي يقعد بين يدي
النبي -كلي! ساعة من زمان يستمع فيها إليه، فلا يقوم إلا وقد فهم الإسلام
وعرفه وصار من المبشًرين به والداعين إليه. . . كان هذا يوم لم يكن
تدوينٌ ولم تكن مصئفات، وها نحن أولاء نملك أكثر من مئة الف كتاب
في كل ما يخطر على بال باحثِ من المسائل المتصلة بالإسلام، ولكثا
لا نجد فيها كتابأ واحداَ لخَص الإسلام كله تلخيصأ وافيأ وعرضه عرضأ
واضحأ، يقرؤ 5 الشاب فيفهم فيه الدين كله كفهم الوافدين على النبي
الدينَ". ثم يعود فيقول في مقالة اخرى نشرها في نفس السنة بعنوان
"كتاب الدين الإسلامي ": "اما والله لولا اعتقادي بأن شباب المسلمين هم
احوج اليوم إلى هذا الكتاب منهم إلى الخبز الذي يأكلونه، والهواء الذي
يستنشقونه، ما عدت إليه بعد إذ تكلمت فيه، ولا ألححت عليه هذا
الإلحاح بعد أن وجدت من علمائنا ذلك الإعراض ".
ولكن كيف انتهى به الأمر إلى ان يؤلف الكتاب بثفسه بعدما لبث
يدعو لتاليفه العلماءَ دهراَ؟ الجواب في "قصة هذا الكتاب "، وهي قصة
ممتعة صذَر بها جدي الكتاب، وهذا بعض! ما جاء فيها:
" تنتهت مبكراَ إلى ضرورة عرض الإسلام بأسلوب عصري، وكتبت
في ذلك مقالات، ونشرت رسائل، ذكرت فيها - من نحو خمسين سنة-
بعض الَاراء التي أوردها اليوم في هذا الكتاب. ثم صحَ العزم مني على
إصدار كتاب في هذا الموضوع، وجعلت عنوانه: "لماذا انا مسلم؟ "،
وأعددت فصوله وأعلنت عنه ونشرت مقدمته في رسائل "سيف الإسلام "
77