التي كنت أصدرها سنة 930 1، ولكن تعذر الطبع وضاعت الأصول ولم
يصدر الكتاب. ولما ذهبت إلى العراق سنة 936 1 مدزساً للأدب العربي
في الثانوية المركزية في بغداد جعل الطلاب يسألونني عن كتاب واحد
يفهمون منه الإسلام، يعرضه كما كان رسول الله -! ي! يعرضه على من يفد
عليه من العرب فيفهمونه في يوم أو في بعض يوم، فلم أكن اجد مثل هذا
الكتاب، فكتبت في الرسالة مقالات أدعو فيها العلماء إلى تأليف هذا
الكتاب، وأعدب الدعوة، فما استجاب لها أحد.
ومزَت الأيام. . . ولكن هذا الكتاب لم يؤلَف. وجاءب سنة
1387 هفنشرب مقالة في مجلة "رابطة العالم الإسلامي " عنوانها:
"تعريف عام بدين الإسلام " تنبه لها الصديق الشيخ محمد عمر توفيق،
وزير الحج يومئذٍ، فكتب للرابطة لتكليفي بتاليف كتاب في هذا الموضوع.
وعملت الصيف كله، والسنة الجامعية بعده، وتجفعتْ لدي ثلائة ظروف
كبار فيها فصول كاملات، وفيها قصاصاب ومذكرات تحتاج إلى تصنيف
وترتيب وعمل كثير. وجاء الصيف الجديد، وذهبتُ إلى عمان، ومن
خوفي على هذه الظروف حملتها بيدي. . . وشُغلت بمتاعب الانتقال،
ومباهج ا لاستقبال، ولقاء ا لأصحاب وا لَال، فلم أذكرها إ لا بعد أسبوعين،
فبحثت عنها فلم أجدها، ونفضت الدار نفضأ، وسألت كل سائق سيارة،
وراجعت كل مخفر شرطة، فلم أصل إلى شيء. وبقيت أيامأ وأنا ذاهل
متألم؟ لا أهنأ بطعام ولا أستغرق في منام، حتى إذا هدأت نفسي ورجع
لي عقلي قررت أن أستعين بالئه وأبدأ من جديد. وباشرت العمل وأنجزت
هذا الجزء في عشرة أيام، وحملت مخطوطته معي إلى مكة. أما الجزء
الثاني والجزء الثالث، اللذان أرجو أن أتكلم فيهما عن الإسلام وعن
الإحسان (أي السلوك الإسلامي)؟ فأنا والله في خجل من القراء، وعذري
أن القلوب بيد الله، وهو باعث الهمم ومنشئ العزائم، وقد - والله -ضعفت
همتي، ووهن العزم مني. ف! ن ألهم الله واحداً من القراء ودعا لي بظهر الغيب
78