والطلاق " و"الصلاة " و"الصيام " و"الحج "، وهي الموضوعات التي يكئر
عنها - غالبأ - السؤال.
ولكن هل هذه هي كل فتاوى جدي رحمه الله؟
لعلكم تذكرون - مما فراتم في القسم الأول من هذا الكتاب من
عرضِ موجز لسيرته - أنه كان يجيب عن اسئلة وفتاوى الناس بالهاتف من
بعد العصر إلى قبيل المغرب كل يوم، ثم كان يقعد في الحرم مقعداَ عافاً
للفتوى بين صلاتي المغرب والعشاء؟ وقد لبث على ذلك سنين طوالاً.
أما فتاواه في برنامجي الإذاعة والرائي فقد سمعها الناس لنحو ربع قرن.
فكان أن اجتمع من هذا كله قدر عظيم من الفتاوى يملأ - لا ريب-
مجلدات، ولكن هذه الفتاوى لم تُنشر قط لأنها لم يمتب ابداً؟ بل كان
يقدمها ارتجالاً في وقتها ثم يودعها شريطأمسجلاَ ويمضي. لذلك قلت في
مقدمة هذا الكتاب: "لقد حمل هذا الكتاب اسم "فتاوى علي الطنطاوي "،
وهو اسم ناقص قد سقطت منه الكلمة ا لأولى، فالصحيح أن هذا الكتاب هو
"من فتاوى علي الطنطاوي "؟ ذلك ان جدي ما زال يفتي من إذاعة المملكة
ورائيها منذ نحو عشرين سنة، وهو قد مكث قبل ذلك دهراً يفتي لسنوات
طوال من غير هذه الإذاعة ومن غير هذا الرائي. أفيُجمَع ذلك كله بعد هذا
الزمان في كتاب كهذا الكتاب؟ بل لو دُؤن المسجل فقط من تلك الفتاوى
(والمسجَل منها يزيد عن الف ساعة) لملأ من مئل هذا الكتاب خمسين! ".
فهل من أمل في ان يظهر شيء من هذا العلم النافع على الناس؟
إذا شاء الله: نعم، بل ربما لا تمضي شهور معدودات على نشر الكتاب
الصغير هذا إلا والجزء الثاني من فتاوى علي الطنطاوي بين أيدي الناس.
ولهذا الأمر قصة طويلة لن أذكرها هنا فارتقبوها في مقدمة الكتاب
الجديد.
""عه
82